الوضع المظلم
الجمعة ٠١ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
  • الأردن.. رمز التضامن الإنساني ومواجهة التحديات الإقليمية

الأردن.. رمز التضامن الإنساني ومواجهة التحديات الإقليمية
تيسير كريشان

في ظل التحديات الإقليمية والحصار الظالم على غزة؛ يبرز الأردن كحصن للتضامن الإنساني مقدمًا الدعم بإرادة صلبة من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والقوات المسلحة.. حيث وصلت مؤخرًا شحنة طحين ضخمة إلى غزة تحمل آلاف الأكياس لإنتاج الخبز الغذاء الأساسي للسكان.. هذه الشحنة التي تُوزَّع بالتنسيق مع منظمات محلية ودولية ليست مجرد مساعدات بل رمز لصمود الأردن وتضامنه العملي.


رغم محاولات الاحتلال عرقلة المساعدات يواصل الأردن دوره الريادي في كسر الحصار، وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد نفذت القوات المسلحة عمليات جوية محفوفة بالمخاطر لإيصال المساعدات الطبية والغذائية.. بينما ترسل الهيئة الخيرية قوافل برية تحمل آلاف الأطنان من المواد الحيوية.. أما المستشفيان الميدانيان الأردنيين في غزة فيشكلان شريان حياة مقدمين العلاج لمئات الآلاف وإجراء آلاف العمليات الجراحية المعقدة، سدًا لفراغ الخدمات الصحية المنهارة.


هذه الجهود ليست إغاثة فحسب بل تأكيد على دور الأردن كحاضن للقضية الإنسانية؛ ففي مواجهة الحصار والتضليل الإعلامي يواصل الأردن إرسال المساعدات وفضح الادعاءات الكاذبة ببيانات موثقة مؤكدًا التزامه بالقضية الفلسطينية كواجب قومي وإنساني، وتُكتب هذه الجهود في سجل الصمود الفلسطيني مذكّرة العالم بوقوف الأردن إلى جانب الإنسان.


على صعيد آخر يواجه الأردن تهديدات أمنية متصاعدة خاصة تهريب المخدرات عبر حدوده الشمالية حيث تشهد المملكة تدفق حبوب الكبتاغون من سوريا التي تحولت إلى مركز رئيسي لإنتاج وتصدير المخدرات بدعم ميليشيات مرتبطة بالنظام الإيراني، وتُدار هذه العمليات بوسائل متطورة كالطائرات المسيرة بهدف زعزعة استقرار الأردن ودول الجوار، وهذه التجارة ليست إجرامية فحسب بل أداة سياسية لتمويل الميليشيات ونشر الفوضى مهددة الأمن القومي الأردني.


يبذل الأردن جهودًا مكثفة لمكافحة التهريب.. حيث أحبطت محاولات تهريب ملايين الحبوب وخاضت القوات المسلحة الأردنية اشتباكات مع مهربين مسلحين؛ لكن حجم التحدي يتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا أكبر، وقد دعى الأردن إلى تعزيز التنسيق مع دول مثل السعودية والعراق، وطالبت المجتمع الدولي بفرض ضغوط على النظام الإيراني لوقف دعمه لهذه الأنشطة.


يستلهم الأردن قيمه الإنسانية من قصة السيدة مريم العذراء التي واجهت اتهامات قومها بحكمة قبل 2025 عامًا، ولقد امتنع الناس عن الأحكام المتسرعة محترمين الفطرة الإنسانية النقية، واليوم تُنتهك تعاليم الدين والقيم القانونية بسفك الدماء البريئة.. هذه القيم ذاتها تدعو الأردنيين للتمسك بالعدالة والرحمة في دعم الأشقاء ومواجهة التحديات.
ختاماً.. يظل الأردن نموذجًا للتضامن الإنساني والصمود سواء في دعم غزة أو مواجهة تهريب المخدرات؛ لكن التحديات الإقليمية خاصة تدخلات النظام الإيراني التي تتطلب حلًا جذريًا..


 إن إسقاط هذا النظام لن يكون ولن يحدث إلا بدعم المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي وبرنامجها العشري، وسيمهد إسقاط هذا النظام تلقائيا ووفقاً لبرنامج المواد العشر لقيام إيران حرة وغير نووية تعيش بسلام مع جيرانها والعالم محققة بذلك الاستقرار الإقليمي المرجو.
د. تيسير كريشان / نائب برلماني أردني سابق
 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!