الوضع المظلم
الأربعاء ٠٢ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • توتر متصاعد بين واشنطن وموسكو حول مستقبل أوكرانيا

  • يكشف موقف روسيا المتشدد ورفضها لخطة وقف إطلاق النار وإصرارها على تنحي زيلينسكي عن تعقيدات متزايدة في مسار التسوية وتمسك موسكو بمكاسبها الميدانية رغم الضغوط الدولية
توتر متصاعد بين واشنطن وموسكو حول مستقبل أوكرانيا
Photo by Sonia Dauer on Unsplash

كشف مكتب مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سيرغي ليشينكو، الاثنين، أن مشروع الاتفاق المقترح مع الولايات المتحدة بشأن استغلال الموارد المعدنية النادرة يتناقض مع شروط اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي ودستورها، لكنه أشار إلى إمكانية قبوله بعد إجراء تعديلات عليه.

وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد ملحوظ في الضغوط الأمريكية على كييف لإبرام اتفاق يتيح لواشنطن الاستفادة من الثروات المعدنية الأوكرانية.

وأوضح ليشينكو خلال مقابلة تلفزيونية مباشرة عبر قناة "رادا": "قد يبدو الاتفاق غير مقبول بالنسبة لنا. الحكومة ووزارة العدل تعملان في إطاره، ولكن كل ما يتعارض مع الدستور ويتعارض مع التكامل الأوروبي يمكن تحويله إلى مشروع عادي بالنسبة لأوكرانيا".

وألمح المسؤول الأوكراني إلى ضرورة مراعاة أن الاتفاق المقترح من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الثروات الباطنية "سيبقى لفترة طويلة"، مما يستدعي دراسة تداعياته بعناية.

وكان ترامب قد حذر في وقت سابق خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية من أن زيلينسكي سيواجه "مشاكل كبيرة" في حال تراجع عن إبرام اتفاق يسمح للولايات المتحدة باستغلال المعادن الأوكرانية.

وجاءت تهديدات الرئيس الأمريكي في سياق توتر متصاعد، حيث انتقد طرفي النزاع الروسي الأوكراني، معرباً عن إحباطه من استمرار تعثر جهود استئناف محادثات وقف إطلاق النار.

وفي البداية، أعرب ترامب عن غضبه الشديد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مهدداً بفرض رسوم جديدة على النفط الروسي، ردًا على تشكيك بوتين بمستقبل الرئيس الأوكراني كقائد.

وأوضحت المذيعة كريستين ويلكر في برنامج "ميت ذا برس" على شبكة "إن بي سي" أن ترامب حذر في محادثة هاتفية معها قائلاً: "إذا لم نتمكّن، أنا وروسيا، من التوصل إلى اتفاق لوقف حمام الدم في أوكرانيا، وفي حال رأيت أنّ ذلك كان خطأ روسيا، فسوف أفرض رسوما جمركية ثانوية على النفط الذي يخرج من روسيا".

وبينما بدأ ترامب بانتقاد بوتين، سرعان ما خفف من نبرته تجاهه ليصب غضبه على زيلينسكي، محذراً إياه من مواجهة مشاكل في حال تراجع عن إبرام اتفاق يمنح الولايات المتحدة حق التعدين في أوكرانيا.

ومنذ توليه منصبه، يسعى الرئيس الأمريكي إلى تحقيق إنهاء سريع للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، لكن إدارته لم تنجح حتى الآن في تحقيق اختراق.

وقد رفض بوتين خطة أمريكية-أوكرانية مشتركة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، واقترح يوم الجمعة أن يتنحى زيلينسكي في إطار عملية السلام، مما عكس تشدداً أكبر في موقف موسكو التفاوضي وأثار غضب كييف.

وأبلغ ترامب شبكة "إن بي سي" بأن بوتين يعرف أنه غاضب، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "لديه علاقة جيدة جداً معه"، وموضحاً أن "الغضب يتبدّد بسرعة... إذا فعل الشيء الصحيح".

وأدى تحسن العلاقات بين واشنطن وموسكو منذ تولي ترامب منصبه، وتهديده بوقف دعم كييف، إلى تعزيز موقف روسيا في ساحة المعركة في وقت تواصل غزوها المتعثر لأوكرانيا.

وتتهم كييف موسكو بإطالة أمد المحادثات دون نية حقيقية لوقف الحرب، خاصة مع شنها هجوماً جديداً خلال نهاية الأسبوع على مدينة خاركيف الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية.

واستُهدفت مناطق أوكرانية بست ضربات ليل السبت إلى الأحد، مما أسفر عن إصابة شخص أثناء علاجه في مستشفى عسكري ومقتل شخصين على الأقل في مبنى سكني، وفقاً للمسؤولين الأوكرانيين.

وأعلنت موسكو، الأحد، أن قواتها سيطرت على قرية تبعد سبعة كيلومترات فقط من حدود منطقة دنيبروبيتروفسك في وسط أوكرانيا، في إطار تقدمها الأخير، علماً أن القوات الروسية لم تعبر حدود هذه المنطقة منذ بدء هجومها في العام 2022.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!