الوضع المظلم
السبت ٢٣ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
  • هدم المنازل يلوح في الأفق بمخيم طولكرم وسط شروط إسرائيلية مشددة

هدم المنازل يلوح في الأفق بمخيم طولكرم وسط شروط إسرائيلية مشددة
هدم المنازل يلوح في الأفق بمخيم طولكرم وسط شروط إسرائيلية مشددة

رغم الجهود المتكررة التي بُذلت في الأسابيع الأخيرة لتأجيل عمليات هدم المنازل في مخيم طولكرم للاجئين، إلا أن المؤشرات تؤكد أن هذه العمليات باتت وشيكة التنفيذ. فقد أفادت مصادر مطلعة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأن إسرائيل أبلغت عبر قنوات غير رسمية شروطًا صارمة لوقف تنفيذ هذه الإجراءات، ما يضع سكان المخيم أمام واقع بالغ الصعوبة.

وبحسب هذه المصادر، فإن إسرائيل تشترط السماح بعودة السكان إلى منازلهم فقط في حال تحقق شرطين أساسيين: أولهما وقف كامل للأعمال المسلحة أو أي مظاهر للعنف داخل المخيم، وثانيهما تفكيك الفصائل المسلحة ونزع سلاحها بالكامل. وهي شروط يعتبرها كثير من الفلسطينيين شبه مستحيلة، نظرًا لتعقيد الوضع الميداني وتشابك الظروف الأمنية والسياسية.

المخيم، الذي يقطنه آلاف اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود، يشهد حالة من الترقب والقلق المتزايد مع تواصل الحديث عن قرارات الهدم. الأهالي يعبرون عن خشيتهم من فقدان منازلهم التي تمثل بالنسبة لهم الملاذ الوحيد، في ظل محدودية الخيارات البديلة وغياب أي ضمانات دولية تحمي حقوقهم.

من جهته، يرى مراقبون أن هذه الخطوة الإسرائيلية تهدف إلى فرض معادلة جديدة في الضفة الغربية، تقوم على استخدام سلاح الهدم والتهجير كوسيلة للضغط على المجتمع الفلسطيني للحد من العمل المسلح. كما أن هذا التوجه يعكس سياسة أوسع تسعى إسرائيل من خلالها إلى تفكيك البنية الاجتماعية والتنظيمية في المخيمات الفلسطينية، التي لطالما اعتُبرت بيئة مقاومة ورافعة سياسية.

وفي ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار التصعيد في أكثر من جبهة، يزداد شعور الفلسطينيين في طولكرم بأنهم أمام مرحلة جديدة من المعاناة، قد تعيد إلى الأذهان مشاهد التهجير والنزوح القسري التي عاشها أجدادهم. ومع غياب أي حلول عادلة أو تدخلات دولية فعالة، يبقى مصير مئات العائلات معلقًا بين خيارين أحلاهما مر: هدم منازلهم أو القبول بشروط تمس جوهر وجودهم وحقهم في المقاومة.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!