الوضع المظلم
الأربعاء ٠٢ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • طهران تستدعي دبلوماسي سويسري.. وخامنئي يتوعد بردٍ قاسٍ على أي هجوم أمريكي

  • تواصل إيران سياستها العدائية تجاه المجتمع الدولي من خلال رفضها التفاوض المباشر وإصرارها على تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية رغم المخاوف المشروعة من أهدافها العسكرية
طهران تستدعي دبلوماسي سويسري.. وخامنئي يتوعد بردٍ قاسٍ على أي هجوم أمريكي
Photo by Paul Weaver on Unsplash

استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، صباح اليوم الاثنين، القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران، الذي يمثل المصالح الأمريكية، على خلفية تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن إيران والتوترات الإقليمية.

وتعكس هذه الخطوة الاستفزازية مدى قلق النظام الإيراني من التهديدات الأمريكية الجادة بشأن البرنامج النووي المثير للجدل.

وأشارت المصادر الإعلامية إلى أن عيسى كاملي، مساعد وزير الخارجية ومدير عام دائرة الأميركتين في الوزارة، قدم مذكرة احتجاج رسمية للدبلوماسي السويسري، مؤكداً أن طهران سترد "برد حاسم وفوري" على أي تهديد، فيما التزم المسؤول السويسري بنقل الرسالة الإيرانية إلى واشنطن على وجه السرعة.

ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين القوتين، خاصة مع تجاوز إيران للقيود الدولية المفروضة على برنامجها النووي.

وصرح المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال خطبتي صلاة عيد الفطر بمصلى إمام خميني في طهران، بأن الولايات المتحدة "ستتلقى صفعة قوية" إذا تصرفت بناء على تهديدات الرئيس ترامب، وقال: "مواقفنا ثابتة كما كانت.. لا نعتقد أنهم يريدون توجيه ضربة لنا من الخارج، لكن إن حاولوا ذلك، فسيكون ردّنا قاسيًا.. إذا فكروا في إثارة الفتنة داخل البلاد، فسيكون الشعب نفسه هو من يرد عليهم”.

وتظهر تصريحات خامنئي النبرة التصعيدية المعتادة للنظام الإيراني في مواجهة الضغوط الدولية المشروعة للحد من طموحاته النووية المشبوهة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد، أمس الأحد، طهران بالقصف وفرض رسوم جمركية ثانوية إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، وصرح في مقابلة هاتفية مع شبكة "إن بي سي" قائلاً: "إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف.. سيكون قصفا لم يشهدوا مثله من قبل"، مضيفاً: "لكن هناك احتمال إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، أن أفرض عليهم رسوما جمركية ثانوية مثلما فعلت قبل أربع سنوات”.

ويعكس الموقف الأمريكي الحازم جدية الإدارة الأمريكية في التعامل مع التهديد النووي الإيراني الذي يشكل خطراً على المنطقة بأكملها.

وعقب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على تهديدات ترامب معتبراً أنها "تشكل تناقضاً واضحاً مع جوهر السلم والأمن الدوليين"، وأضاف: "إن مثل هذا التهديد يشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة وانتهاكا لنظام الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية.. العنف يجلب العنف، والسلام يجلب السلام.. الولايات المتحدة قادرة على الاختيار.. مع ما يترتب على ذلك من عواقب”.

وتأتي هذه التطورات بعدما رفضت إيران الأسبوع الماضي التفاوض المباشر مع واشنطن، حيث نقلت وسائل إعلام عن وزير الخارجية الإيراني قوله يوم الخميس، إن بلاده أرسلت رداً عبر سلطنة عمان على رسالة من ترامب تحث طهران على التوصل لاتفاق نووي جديد، مؤكدة فيه سياستها الرافضة للتواصل المباشر مع الولايات المتحدة في ظل ما أسمته حملة "أقصى الضغوط" والتهديدات العسكرية.

وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان، الأحد، سياسة بلاده قائلاً: "المفاوضات المباشرة (مع الولايات المتحدة) رُفضت لكن إيران شاركت على الدوام في مفاوضات غير مباشرة، والآن أيضا أكد الزعيم الأعلى على إمكان استمرار المفاوضات غير المباشرة”.

ويذكر أن ترامب انسحب خلال فترته الرئاسية الأولى (2017-2021) من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي فرض قيوداً صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات، كما أعاد فرض عقوبات أمريكية شاملة، ومنذ ذلك الحين، تتجاوز إيران بشكل كبير القيود المتفق عليها في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وتتهم القوى الغربية النظام الإيراني بالسعي سراً إلى تطوير قدرات نووية عسكرية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية من النقاء الانشطاري، تتجاوز ما يمكن تبريره لبرنامج طاقة نووية مدني، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض الطاقة المدنية، وهو ادعاء يقابله شك دولي واسع.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!