الوضع المظلم
الأحد ٠٩ / مارس / ٢٠٢٥
Logo
  • لبنان على حافة تصعيد جديد: صراع إسرائيل وحزب الله يتجدد

لبنان على حافة تصعيد جديد: صراع إسرائيل وحزب الله يتجدد
جنوب لبنان

تستمر التطورات في الساحة اللبنانية رغم انتهاء آخر جولة من القتال بين إسرائيل وحزب الله. في الوقت الذي تواصل فيه القوات الإسرائيلية ضرباتها ضد مواقع الحزب في جنوب لبنان، يقوم حزب الله بإعادة بناء قوته العسكرية، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الصراع وما إذا كانت المنطقة على أعتاب تصعيد جديد.

على مدار الأسابيع الأخيرة، كثفت إسرائيل من عملياتها العسكرية مستهدفة عناصر ومرافق تابعة لحزب الله. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه "عنصراً من حزب الله كان يشارك في إعادة ترميم البنية التحتية للحزب". وتعتبر هذه الاستهدافات من بين الأعنف منذ اتفاق وقف إطلاق النار، مما يعكس تصعيداً إسرائيلياً مثيراً للاهتمام، خاصةً مع تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش التي حذر فيها من أن "البنية التحتية اللبنانية ستدفع ثمناً باهظاً إذا استمر حزب الله في تحركاته".

اقرأ المزيد: مدرسة العاصمة تطلق "نادي الذكاء الاصطناعي والروبوتكس" 

وفي حديثه لسكاي نيوز عربية، يشير الباحث في العلاقات الدولية علي شكر إلى أن حزب الله يتبنى استراتيجيتين رئيسيتين في هذه الأزمة. الأولى تتعلق بالتغيرات في المعادلة العسكرية، خاصة تطور القدرات الإسرائيلية في التكنولوجيا العسكرية والاستخباراتية التي تعزز دقة استهداف قيادات الحزب. الثانية تتعلق بالبعد السياسي الداخلي، حيث يهدف الحزب إلى إتاحة الفرصة للسلطة السياسية اللبنانية والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف حيال الاعتداءات الإسرائيلية، بما يتماشى مع الاتفاقات التي سبقت قرار 1701 ووقف إطلاق النار.

شكر يوضح أن هناك اتفاقاً غير معلن يقضي بأن تقوم السلطة السياسية اللبنانية بالتصدي للدبلوماسية، مقابل التزام حزب الله بالتهدئة. ولكنه يحذر من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى انهيار هذا التفاهم، مما قد يدفع الحزب إلى اتخاذ رد عسكري.

في ظل الاستمرار في القصف الإسرائيلي والتوتر الأمني، يواجه لبنان تحديات اقتصادية جسيمة خاصة في ملف إعادة الإعمار. فبعد حرب 2006، قدرت الخسائر بحوالي 7.6 مليار دولار، وقد تحملت معظم التكاليف دول عربية. والآن، يُقدر البنك الدولي أن أي تصعيد جديد قد يكلف لبنان نحو 11 مليار دولار إضافية، مما يطرح تساؤلات حول استعداد أي جهة دولية أو إقليمية لدعم إعادة الإعمار في حال نشوب حرب جديدة.

بحسب شكر، فإن المرحلة الحالية تمثل "اختباراً" لقدرة الأطراف السياسية اللبنانية والمجتمع الدولي على ردع إسرائيل. لكنه يحذر من أن استمرار الوضع على هذا النحو دون تدخل فاعل قد يُجبر حزب الله على الرد عسكرياً، ما قد يقود المنطقة إلى مواجهة شاملة.

أيضاً، يشير إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تقتصر على الانتهاكات الجوية والقصف، بل تجاوزت ذلك إلى دخول أكثر من ألف إسرائيلي إلى مناطق لبنانية حدودية بحجة زيارات دينية، مما يشكل تحدياً إضافياً أمام الدولة اللبنانية.

في هذا السياق، يبدو أن حزب الله يقوم بموازنة دقيقة بين خيار التهدئة المؤقتة والتصعيد في حال استمرار الاعتداءات الإسرائيلية. أما إسرائيل التي تواصل عملياتها العسكرية، فهي تؤمن أن الظروف الإقليمية والدولية تسمح لها بتنفيذ ضربات استباقية دون ردود فعل كبيرة. يبقى السؤال المطروح: هل سنشهد قريباً تصعيداً عسكرياً جديداً، أم أن التفاهمات السياسية لا تزال تملك القدرة على ضبط إيقاع المواجهة؟

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!