-
اعتراف مرعب من طهران: «القائد لم يعد في مأمن اللمس»
انهيار من الداخل: وزير مخابرات إيران يعترف علناً بـ«الهجمات السياسية على خامنئي»
كلام إسماعيل خطيب المرتعش يكشف أن «عمود الخيمة» بدأ يتهاوى والنظام يفقد السيطرة على قاعدته
في مشهد نادر ومُزلزل، وقف إسماعيل خطيب، وزير المخابرات في نظام الملالي، ليعترف بما كان محرّماً حتى الأمس: «هناك هجمات سياسية مباشرة تستهدف قائد الثورة». الكلمات خرجت مرتجفة، متوترة، وكأن الرجل الذي يفترض أنه يمسك بكل خيوط الأمن يقرّ بأن الخيوط بدأت تنفلت من يده.
هذا الاعتراف ليس مجرد زلة لسان. إنه إعلان رسمي بأن النظام الإيراني دخل مرحلة الانهيار الداخلي الحقيقي. عندما يضطر وزير مخابرات – وليس ناشطاً معارضاً – إلى القول علناً إن «العدو يسعى لضرب القيادة»، فهذا يعني أن القيادة لم تعد آمنة حتى داخل جدرانها.
خطيب حاول تلطيف الصدمة بجملة درامية مكررة: «القائد هو عمود الخيمة الرئيسي». لكن الجملة نفسها كشفت العكس تماماً: إذا كان عليك أن تذكّر الناس بأن العمود لا يزال قائماً، فهذا يعني أنهم بدأوا يرون الشقوق بوضوح، وأن الخيمة تهتز فعلاً.
الأخطر في كلام خطيب هو محاولته إعادة إحياء نظرية «التغلغل» القديمة لتبرير الغضب الشعبي. لكن هذه النظرية لم تعد تبيع حتى داخل أجهزة النظام نفسها. الشعب الإيراني – شبابه وشيوخه، أكراده وعربه وبلوشه وفرسه – لم يعد بحاجة إلى «مُغلغل أجنبي» ليكره نظاماً أفقره وأذله وقمعه أربعة عقود. الغضب اليوم داخلي خالص، وهذا ما يرعب النظام أكثر من أي صاروخ إسرائيلي أو عقوبة أميركية.
وزير المخابرات طالب بتوسيع المراقبة على «القوميات والطوائف والشرائح الاجتماعية». ترجمة هذه الجملة بسيطة: النظام لم يعد يثق حتى بقاعدته التقليدية. عندما يبدأ جهاز المخابرات في مراقبة «الجميع»، فهذا يعني أن لا أحد بقي موالياً بما فيه الكفاية.
اللافت أيضاً أن خطيب زعم أن الغرب تحول من استراتيجية «الإسقاط» إلى «الاحتواء بالضغط المتزايد». لكن هذا الكلام يكشف التناقض الأكبر: إذا كان النظام قوياً ومتماسكاً ويتمتع بشرعية عالمية كما يدّعي، فلماذا يحتاج إلى حملة مراقبة شاملة داخلية غير مسبوقة؟
الحقيقة التي يحاول خطيب إخفاءها أن الحركة التغييرية لم تعد تأتي من الخارج. المعارضة الإيرانية في المهجر فقدت تأثيرها فعلاً منذ سنوات، والشعب الإيراني هو من يقود اليوم ثورته بهدوء يومي: بفتاة ترفض الحجاب، بشاب يسبّ الولي الفقيه علناً، بموظف يرفض المشاركة في مسيرة مفروضة، بعائلة ترفض إرسال ابنها إلى سوريا أو لبنان ليموت من أجل مشروع لم يعد يؤمن به أحد.
كلام إسماعيل خطيب لم يعكس قوة النظام. عكس العكس تماماً: نظام يرتعد، جهاز مخابرات يلهث، وقاعدة شعبية تتآكل بسرعة. عندما يبدأ أعلى مسؤول أمني في الاعتراف بـ«بوجود هجمات سياسية على المرشد»، فهذا يعني أن المرشد لم يعد محصّناً، والخوف بدأ ينتقل من الشعب إلى القصر.
الانهيار لم يعد احتمالاً. هو عملية جارية ببطء، لكن بثبات. وكل كلمة قالها خطيب كانت شهادة جديدة على اقتراب النهاية.
بقلم: حسن محمودي، كاتب ومحلل إيراني
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!

