-
الجامع الأموي.. النهج المتشدد يتسلل بإجراءات تقييدية تعزل النساء
-
تعكس إجراءات الفصل بين الجنسين وتقييد حركة النساء في الجامع الأموي توجهات حكومة تصريف الأعمال السورية المؤقتة نحو فرض أيديولوجية متشددة لا تمثل التنوع السوري العريق

فرضت إدارة الجامع الأموي في دمشق إجراءات تقييدية تستهدف النساء، في خطوة تعكس توجهات متشددة تثير مخاوف من تسلل أفكار متطرفة إلى أحد أهم المعالم الحضارية والدينية في سوريا والعالم الإسلامي.
وتضمنت الإجراءات الجديدة تركيب حواجز فاصلة بين الرجال والنساء في ساحة الصلاة، بالإضافة إلى منع النساء من الدخول عبر البوابة الرئيسية للمسجد، وإجبارهن على استخدام الباب الشمالي المعروف بـ"باب صلاح الدين".
وبررت الجهات المشرفة هذه القرارات بأنها "إجراءات تنظيمية" تهدف لتحسين إدارة الحشود وتعزيز أجواء الخشوع خلال فترات الازدحام، مؤكدة أن الهدف منها الحفاظ على الطابع الروحي والانتظام داخل هذا الصرح الديني.
وأثارت هذه التغييرات جدلاً واسعاً في الفضاء الرقمي، حيث اعتبر منتقدون أن هذه السياسات تعكس تحولاً خطيراً في إدارة المواقع الدينية التاريخية، وتشير إلى تبني نهج متشدد يضيّق على الحريات العامة، خاصة حرية الوصول إلى الفضاءات المشتركة بالنسبة للنساء.
وعلق حساب "الساحل السوري" على منصة "إكس" ساخراً بأن هذا القرار يأتي ضمن "رؤية 2050 للانغلاق الحضاري"، في إشارة إلى التراجع عن قيم الانفتاح والتسامح التي اشتهرت بها سوريا تاريخياً.
وأشار مراقبون إلى أن هذه الممارسات تذكّر بسياسات التنظيمات المتطرفة التي سيطرت على مناطق من سوريا خلال السنوات الماضية، والتي فرضت قيوداً مشابهة على حركة النساء في الأماكن العامة، محذرين من توجه تدريجي نحو تبني فكر ديني متشدد في المؤسسات الرسمية.
ويعتبر خبراء في الشأن السوري أن الإجراءات الجديدة في الجامع الأموي تعكس تحولاً مقلقاً في السياسات الثقافية والدينية لحكومة تصريف الأعمال السورية المؤقتة، التي تبدو متناقضة مع الإرث الحضاري لدمشق كمدينة عُرفت تاريخياً بالتنوع والانفتاح.
ويشدد باحثون في التاريخ الإسلامي على أن الجامع الأموي، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام، ظل على مر العصور مساحة مشتركة للعبادة والتأمل والتعلم، دون فصل مادي صارم بين المصلين، مؤكدين أن التغييرات الحالية تمثل انحرافاً عن تقاليده التاريخية.
وتؤكد مصادر محلية أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سلسلة من التحولات المجتمعية التي تفرضها سلطات دمشق الحالية في محاولة لفرض رؤية أحادية على المجتمع السوري المتنوع، وهو ما يتناقض مع مبادئ التعددية واحترام التنوع الثقافي والديني.
ليفانت-متابعة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!