الوضع المظلم
السبت ٠٦ / سبتمبر / ٢٠٢٥
Logo
الرئیس بارزاني.. أيقونة التحرر وملهم الأجيال
نوري بیخالي

 

في ظلال التاريخ
في تاريخ الشعوب المضطهدة، تبرز شخصيات استثنائية تحمل على عاتقها مسؤولية النضال من أجل الحرية والكرامة. ومن بين هذه الشخصيات التاريخية، يقف الرئيس مسعود البارزاني كرمز للمقاومة الكوردية والكفاح من أجل تحقيق الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي.

ينتمي الرئيس مسعود البارزاني إلى عائلة بارزان الدينية والوطنية في جنوب كوردستان التي تناضل منذ أكثر من قرن في ميادين الحركة التحررية الكوردستانية، ونشأ في كنف أسرة عريقة في النضال، حيث ترعرع على مبادئ الحرية والكرامة الوطنية التي غرسها فيه والده الزعيم الراحل الملا مصطفى البارزاني.


لغة الحرية الأبدية
تولى الرئیس مسعود البارزاني قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد وفاة والده، وأسهم في تطوير الحركة التحررية الكوردية من مجرد انتفاضات محلية إلى حركة سياسية منظمة ذات رؤية استراتيجية واضحة. عمل على توحيد الصفوف الكوردية وبناء تحالفات إقليمية ودولية تخدم القضية الكوردية.

شارك البارزاني في العديد من المراحل النضالية المهمة، بدءاً من ثورة ایلوول عام ١٩٦١ ومروراً بالانتفاضة الکوردستانیة المبارکة في عام 1991، والتي كانت نقطة تحول حاسمة في تاريخ الحركة التحررية الكوردية. استطاع من خلال هذه المحطات النضالية أن يثبت قدرته على القيادة في أصعب الظروف.


واحة الديمقراطية في صحراء الاستبداد
شغل البارزانێ منذ 14 يونيو 2005 منصب رئيس إقليم كوردستان، حيث نجح في تحويل الحلم الكوردي إلى واقع سياسي ملموس. تحت قيادته، تطور الإقليم ليصبح نموذجاً للاستقرار والتنمية في منطقة مضطربة.

أسهم البارزاني في إرساء أسس نظام ديمقراطي في كوردستان، يقوم على التعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون. كما عمل على تعزيز وضمان حقوق الأقليات العرقية والدينية.


دبلوماسية النسور وجسور المصالح
نجح البارزاني في بناء شبكة واسعة من العلاقات الإقليمية المتوازنة، مما ساعد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي للإقليم. كما لعب دوراً مهماً في محاربة التنظيمات الإرهابية، وخاصة تنظيم داعش، مما عزز من مكانته كحليف موثوق في المنطقة.

وعلى الصعيد الدولي، تمكن البارزاني من كسب احترام القوى العالمية الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. استطاع تحويل القضية الكوردية من قضية محلية إلى قضية دولية تحظى بالاهتمام والدعم العالمي.


أيقونة التحرر وملهم الأجيال
منذ العقد الثاني من القرن الماضي، تبوأت أسرة بارزان مكانتها السياسية والوطنية، ولعبت دوراً ثورياً في تعزيز الحركة القومية الكردية، وقد واصل الرئیس مسعود البارزاني هذا الإرث من خلال تطوير النضال السياسي الكوردي وإثرائه بالتجارب العملیة. کما وألف عدة كتب مهمة، أبرزها “البارزاني والحركة التحررية الكردية”، الذي يوثق فیە مراحل النضال الكوردي ويحفظ الذاكرة التاريخية للأجيال القادمة. وهذا الإرث الفكري والتأریخي يشكل مرجعاً أساسياً لفهم تطور الحركة الوطنية الكوردية.

يبقى الرئيس مسعود البارزاني شخصية محورية في تاريخ الشعب الكوردي المعاصر، فقد نجح في تحويل الحلم الكوردي إلى واقع سياسي معاش. إن إنجازاته في بناء المؤسسات الديمقراطية، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتعزيز المكانة الإقليمية والدولية لكوردستان، تجعل منه رمزاً للقيادة الحكيمة والرؤية الاستراتيجية البعيدة المدى.

إن دراسة شخصية البارزاني ودوره في الحركة التحررية الكوردية تكشف عن نموذج فريد للقيادة السياسية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين النضال المسلح والعمل السياسي، وبين الانتماء القومي والانفتاح على العالم. هذا النموذج يمثل مصدر إلهام ليس فقط للشعب الكوردي، بل لجميع الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.

ليفانت: نوري بیخالي

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!