-
تحركات جوية أمريكية حول سد تشرين.. وترتيبات شرقي منبج
-
التدخل الأمريكي المباشر في ترتيبات إدارة السد يعكس أهمية المنشأة الحيوية وتأثيرها على معادلات النفوذ في المناطق الشرقية من البلاد
حلقت مروحيات تابعة للجيش الأمريكي، في ساعات الصباح الأولى اليوم، منطلقة من حقل العمر النفطي، أضخم معاقل التحالف الدولي بريف دير الزور الشرقي، مستهدفة الوصول إلى منطقة سد تشرين شرقي مدينة منبج.
ويأتي هذا النشاط الجوي الأمريكي كمؤشر على الاهتمام المتزايد بتأمين المنشآت الحيوية في مناطق شرق الفرات، خاصة مع تراجع حدة التوتر العسكري.
وتشير المصادر المطلعة إلى أن هذه التحركات تتزامن مع لقاء مهم يُرتقب عقده بين ممثلين عن السلطات في دمشق ووفد يمثل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، برعاية أمريكية، وسط تحضيرات دقيقة ترتبط بإدارة السد الاستراتيجي.
وتعكس الوساطة الأمريكية محاولة واشنطن الإمساك بخيوط التوازنات الجديدة في المنطقة، خصوصاً بعد التهدئة الحذرة مع الجانب التركي.
وأفادت التقارير بأن الإدارة الذاتية والحكومة السورية توصلتا في الآونة الأخيرة إلى تفاهمات، نقلها المرصد السوري لحقوق الإنسان، تنص على استمرار عمل الكادر الفني المشرف حالياً على السد بدون تبديل، إضافة إلى إبعاد مجموعات "الجيش الوطني" من محيط المنطقة.
ويبدو هذا الاتفاق خطوة متقدمة نحو ترسيخ تعاون غير معهود بين طرفين طالما سادت العلاقات بينهما حالة من التوتر والشك المتبادل.
ويتضمن الاتفاق أيضاً تشكيل قوات مختلطة من "قسد" والقوات النظامية السورية لضمان الأمن في محيط هذا المرفق الحيوي، وتمثل فكرة القوات المشتركة تطوراً لافتاً في طبيعة العلاقة بين دمشق والإدارة الذاتية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة.
وتجدر الإشارة إلى وصول قافلة عسكرية تابعة للتحالف الدولي إلى منطقة سد تشرين خلال الأيام القليلة الماضية، يرافقها مندوبون مدنيون يمثلون حكومة دمشق والإدارة الذاتية، تحت حراسة مشددة من عناصر نخبة تنتمي لقوات سوريا الديمقراطية، بينما تواصل فرق متخصصة أعمال الصيانة داخل منشآت السد الهامة.
ويظهر هذا التنسيق الميداني المعقد بوادر مرحلة جديدة من التعاون العملي تحت إشراف دولي، في سبيل تأمين البنى التحتية الحيوية وسط استمرار التعقيدات السياسية والعسكرية.
ليفانت-وكالات
