الوضع المظلم
الأربعاء ٢٣ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • نفذه "الدعم السريع".. مقتل 47 مدنياً في قصف على الفاشر غربي السودان

  • يكشف القصف المدفعي المكثف على الفاشر عن استمرار استهداف المدنيين كورقة ضغط في الصراع المسلح، مما يؤكد الحاجة إلى تدخل دولي فاعل لحماية السكان المحليين
نفذه
الجيش السوداني \ تعبيرية \ متداول

صرح الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، بارتقاء 47 مدنياً وجرح العشرات جراء هجوم مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد، ويأتي هذا التصعيد الدموي في إطار سلسلة هجمات متواصلة تستهدف المناطق المدنية في المدينة التي تعتبر مركزاً حيوياً للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور.

وأوضحت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بالفاشر في بيان، إن قوات الدعم السريع "مستمرة في استهداف المدنيين بشكل ممنهج، حيث استخدمت حوالي 250 قذيفة مدفعية خلال قصفها على أحياء الفاشر أمس الاثنين"، بحسب وكالة السودان للأنباء.

وتشير التقارير الميدانية إلى أن كثافة القصف العشوائي تعكس محاولة قوات الدعم السريع إضعاف معنويات السكان المدنيين وإحداث أكبر قدر من الدمار في البنية التحتية للمدينة.

وأردفت: "أسفر هذا القصف المدفعي المكثف عن مقتل 47 مدنياً، بينهم 10 نساء، وإصابة عشرات من المدنيين تم نقلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية"، وتواجه المرافق الطبية في المدينة ضغوطاً هائلة مع تزايد أعداد الضحايا وشح الإمدادات الطبية في ظل استمرار الحصار المفروض على المدينة.

ولفتت إلى أن قوات الجيش دمرت منصة لإطلاق المدافع للدعم السريع شمال مدينة الفاشر، ويعكس هذا التطور الميداني محاولات الجيش السوداني تحييد القدرات الهجومية لقوات الدعم السريع في محيط المدينة لحماية السكان المدنيين.

ومنذ أيام تواصل قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على مدينة الفاشر، الأمر الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، بحسب السلطات السودانية، وتثير هذه الهجمات المتكررة مخاوف المنظمات الإنسانية من كارثة إنسانية وشيكة في المنطقة التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الخدمات الأساسية.

وقبل أيام هاجمت قوات الدعم السريع مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور وأعلنت سيطرتها عليه، بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، ما أدى لمقتل 400 شخص ونزوح عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.

وتمثل هذه الهجمات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية ومخيمات النازحين، وتشهد الفاشر منذ 10 مايو (أيار) 2024، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

وتتزايد المطالبات الدولية بتحييد المدينة وإنشاء ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية نظراً لأهميتها الاستراتيجية في توزيع المساعدات لمختلف مناطق دارفور.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً، وتعكس هذه الأرقام المتفاوتة صعوبة إحصاء الخسائر البشرية بدقة في ظل استمرار الصراع واتساع رقعته الجغرافية وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

وبدأت في الفترة الأخيرة تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في ولاية الخرطوم، بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي ومقار رسمية أخرى، وتشير هذه التطورات الميدانية إلى تحول استراتيجي في مسار الصراع بعد أكثر من عام من المواجهات العنيفة التي أدت إلى تدمير أجزاء واسعة من البنية التحتية في البلاد.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).

وتثير خريطة السيطرة الجديدة تساؤلات حول مستقبل الصراع في السودان ومدى قدرة قوات الدعم السريع على الصمود أمام الضغط المتزايد من قبل الجيش السوداني والقوات المساندة له.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!