-
ينهي الخلافات.. تفاهم تعليمي بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية
-
يمثل التفاهم بين وزارة التربية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا خطوة حيوية نحو ترسيخ نهج متفاهم في إدارة القطاع التعليمي واحترام خصوصية المناطق

كشف وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال السورية المؤقتة محمد تركو عن التوصل إلى صيغة تفاهم مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بشأن المسائل التربوية والتعليمية.
وأفاد محمد تركو في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، يوم السبت (12 نيسان 2025) بأنه "في يوم الاثنين المقبل سنعلن تفاصيل صيغة التفاهم بشأن التربية والتعليم"، مما يشير إلى تقدم ملموس في الحوار الجاري بين الطرفين.
وأوضح الوزير أنه "في يوم غد الأحد سنلتقي وفداً من هيئة التربية في الإدارة الذاتية لمناقشة تفاصيل التفاهم"، موضحاً استمرارية الحوار لتطوير النظام التعليمي في مختلف المناطق السورية.
وأكد تركو على "الحاجة إلى عدّة اجتماعات، ومن ثمّ سنعلن تفاصيل عن صيغة التفاهم" مع الإدارة الذاتية، مشيراً إلى أهمية الوصول إلى رؤية مشتركة تحترم خصوصية كل منطقة وتتوافق مع المعايير التعليمية العامة.
وتأتي هذه التفاهمات بعدما أعلنت وزارة التربية والتعليم السورية في وقت سابق عن إلغاء مادة التربية الوطنية الحالية من المناهج الدراسية والامتحانات لهذا العام، ضمن سلسلة من الإصلاحات التعليمية التي تهدف إلى تحديث المناهج.
وعللت الوزارة قرارها بأنه اتُخذ "نظراً لما تحتويه المادة من معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الرئيس السابق بشار الأسد وترسيخ قواعد حزبه"، في خطوة تعكس التحول الجذري في توجهات السياسة التعليمية الجديدة.
وكشفت وزارة التربية في حكومة تصريف الأعمال السورية المؤقتة، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، عن إدخال تعديلات شاملة على المناهج الدراسية لجميع المراحل التعليمية، بدءاً من الصف الأول الابتدائي ووصولاً إلى الثالث الثانوي.
وتضمنت التعديلات حذف نصوص وفقرات، وإعادة صياغة عبارات، وإزالة أو تعديل صور ورسوم في مجموعة من الكتب المدرسية، بالإضافة إلى حذف كل ما يتعلق بنظام الأسد السابق، وفقرات أو عبارات مرتبطة بالآلهة في كتب التاريخ والفلسفة.
ويعتبر هذا التقارب الذي تشهده العملية التعليمية بين حكومة تصريف الأعمال السورية المؤقتة والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نموذجاً عملياً لنجاح نهج اللامركزية في معالجة القضايا الخلافية في سوريا، والتي يمكن البناء عليها للوصول إلى حل فيدرالي شامل يحترم خصوصية كل منطقة ويضمن حقوق جميع المكونات.
ويأتي هذا التطور في إطار الجهود المتواصلة لبناء نظام تعليمي يعكس التنوع الغني للمجتمع السوري ويتجاوز سياسات الهيمنة المركزية التي مارسها النظام السابق، والتي أدت إلى تسييس التعليم وتحويله لأداة لترسيخ الدعاية السياسية بدلاً من التنمية الفكرية الحقيقية.
ليفانت-رووداو
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!