الوضع المظلم
الثلاثاء ٢١ / أكتوبر / ٢٠٢٥
Logo
  •  صمت ترامب بشأن مصادرة إسرائيل الأراضي يعكس محاولة لضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

 صمت ترامب بشأن مصادرة إسرائيل الأراضي يعكس محاولة لضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
ترامب ونتنياهو

كشف مصدر دبلوماسي أمريكي أن صمت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مصادرة إسرائيل مساحات واسعة من الضفة الغربية يعود إلى رغبته في فرض قيود على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف الحفاظ على استقرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لأطول فترة ممكنة.

وفي تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أوضح المصدر أن ترامب يسعى إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي يرعاه ويعتبره إنجازًا شخصيًا، ويعمل على عدم تفجيره في الوقت الراهن، حتى يُبنى على أساس قوي ويقاوم التحديات الحالية في القطاع.

وأشار المصدر إلى أن ترامب يتعامل بشكل ضمني مع مصادرة الأراضي في الضفة الغربية كمقابل غير معلن لنتنياهو، بهدف عدم إجهاض اتفاق غزة في هذه المرحلة الحساسة، التي تتطلب تماسكاً وتأسيساً جيداً لضمان استمراره.

وأضاف أن هناك تقارير كاملة في البيت الأبيض حول تحركات إسرائيل في الضفة الغربية، لكن ترامب يفضل دعم الاتفاق الساري على التركيز على توسع المستوطنات أو تصعيد العمليات في الأراضي المحتلة، خاصة في ظل الأزمات التي بدأت تظهر في المنطقة، بما في ذلك قضية الأسرى والغارات على غزة.

وفي سياق آخر، قال المحلل السياسي الأمريكي دينيس جيف لـ"إرم نيوز" إن إدارة الرئيس جو بايدن كانت أول من أصدر أمرًا تنفيذيًا برقم 14115 في عام 2024، يعارض بناء المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية، بهدف فرض عقوبات على من ينشئون ويشاركون في النشاط الاستيطاني. إلا أن ترامب عاد في ولايته الثانية وألغى هذا الأمر، ملمحًا إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تعارض بشكل حازم توسع المستوطنات.

وأوضح جيف أن تصرفات ترامب الحالية تشير إلى أن واشنطن تتغاضى عن النشاط الاستيطاني في الضفة، وتبعث رسالة إلى تل أبيب والفصائل الدينية اليهودية المتطرفة بأن الدعم الأمريكي غير مشروط، وأن الحكومة الإسرائيلية يمكنها التصرف بحرية تامة دون تهديد من واشنطن، الأمر الذي يقلل من الثقة الدولية بالولايات المتحدة في المنطقة، ويعكس تفضيل واشنطن لموقف غير فعال تجاه تجاوزات إسرائيل.

كما أشار جيف إلى أن قرار ترامب بإلغاء الأمر التنفيذي الذي كان يجمّد الأصول المالية الأمريكية الموجهة لتمويل المستوطنات من شأنه أن يفتح مصادر دعم جديدة، حيث تجاوزت التبرعات الأمريكية للمنظمات المرتبطة بالمستوطنات 220 مليون دولار بين عامي 2009 و2013، ويُخشى أن يتزايد هذا الدعم بشكل أكبر الآن.

وفي ختام تحليله، أبدى جيف استبعاده أن يؤدي إلغاء الأمر التنفيذي إلى تدفق أموال ضخمة في الوقت الحالي، لكنه أكد أن المبالغ المتوفرة سابقًا تشير إلى أن الدعم المالي الأمريكي للمستوطنات قد يُرتفع من جديد، مما يعكس مدى تعمق النفوذ الأمريكي غير المعلن على السياسات الاستيطانية في الأراضي المحتلة.

المصدر: إرم نيوز

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!