الوضع المظلم
الأربعاء ١٩ / نوفمبر / ٢٠٢٥
Logo
  • أزمة كهرباء السويداء تزداد تفاقماً.. ضعف التجهيزات وتدهور الخدمات

أزمة كهرباء السويداء تزداد تفاقماً.. ضعف التجهيزات وتدهور الخدمات
أزمة كهرباء السويداء

تواجه محافظة السويداء أزمة كهربائية حادة تتفاقم يوماً بعد يوم، وسط تدهور في بنيتها التحتية وضعف في التجهيزات الأساسية، إلى جانب تأثيرات الصراع السياسي الذي ينعكس على إدارة الشبكة وتوريد الطاقة. أفاد مصدر مسؤول في مؤسسة كهرباء السويداء بأن القطاع يعاني من نقص شديد في المحولات، والكابلات، والأمراس، وقواطع الدوائر، والمنصهرات، مما يضطر العاملين إلى الاعتماد على إصلاحات ترقيعية لمواجهة الأعطال، نتيجة لغياب المستلزمات الفنية الضرورية.

وقال المصدر لـ السوداء 24 إن المشكلة تتفاقم بسبب نقص الآليات، خاصة بعد تعرض ست سيارات للسرقة وتوقف عدد من الروافع خلال اجتياح تموز الماضي، وهو ما زاد من صعوبة عمليات الإصلاح والصيانة. وأضاف أن المؤسسة تفتقر إلى السيولة المالية اللازمة لإصلاح وتجديد معداتها، بسبب انخفاض نسبة الجباية، الأمر الذي يعرقل جهود تحسين الشبكة.

وأشار المصدر إلى أن اقتراب فصل الشتاء يزيد من تعقيد الوضع، حيث إن شبكة الكهرباء لم تتلقَ صيانة دورية منذ أكثر من أربعة عشرة عاماً، واقتصر العمل على معالجة حالات الطوارئ، مما أدى إلى ضعف بنيتها وتعرضها لانهيارات متكررة عند أدنى مؤثر.

ولفت إلى أن مشكلة إصلاح خط 230 ك.ف، بالإضافة إلى تحديد كميات الاستطاعة المخصصة للمحافظة، تتعلق بعوامل سياسية تتجاوز الجانب الخدمي، حيث يتحكم المصدر الأساسي للطاقة فعلياً في الكميات الداخلة إلى السويداء وأولويات توريد التجهيزات. ودعا الأهالي إلى تفهم الواقع الخدمي الصعب، مع تقدير جهود عمال الكهرباء الذين يعملون في ظروف قاسية من أجل استمرار الخدمة قدر المستطاع.

وفي سياق الأوضاع الميدانية، تعرضت خطوط الكهرباء في منتصف تموز الماضي لعمليات تخريب متعمد، أثناء اجتياح قوات الحكومة الانتقالية للسويداء، حيث استُهدف خط 230 ك.ف بإعطاب أبراجه في محافظة درعا، مما أدى إلى تراجع التغذية الكهربائية بشكل كبير، حيث انخفضت من 80 ميغاواط يومياً إلى نحو 15 ميغاواط، وامتد الأمر لتقليل ساعات الوصل من 8 إلى ساعتين فقط، مع سقوط الشبكة في أزمة حادة من حيث استقرار التزويد.

على الرغم من جهود الصيانة التي أجريت على الخط، إلا أن الجهات المسؤولة في دمشق لم تستأنف حصة السويداء من الكهرباء كما كانت قبل اجتياح تموز، الأمر الذي أدى إلى تدهور كبير في نوعية الإضاءة الليلية، حيث سجلت المحافظة منذ الصيف الماضي تراجعاً بنسبة 20.5%، وفق بيانات *Syria From Above*، وما زال السكان يعانون من انقطاعات متكررة، خاصة في فترات التوتر الأمني. كما ارتفعت أسعار الكهرباء بشكل كبير، مع احتمالية زيادة الشرائح الأخيرة من التعرفة بنسبة تصل إلى 800% في بعض الحالات.

وفي المقابل، أظهرت بيانات الأقمار الصناعية تحسناً في الإضاءة الليلية في بعض المحافظات الأخرى، وهو ما يعكس بُعداً آخر من اختلاف مستويات التغذية الكهربائية في أجزاء متفرقة من البلاد، وفق تقرير صدر عن *Syria From Above* في أكتوبر 2025.

المصدر: السويداء 24

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!