-
إسرائيل تعلن القبض على خلية إيرانية جنوب سوريا: دلالات وتداعيات العملية الأمنية الأخيرة

في خطوة لافتة ضمن الصراع الخفي والمفتوح بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية، أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي عن تنفيذ عملية خاصة في الجنوب السوري، أسفرت عن القبض على خلية “مخربين” تابعة لإيران، كانت تعمل في منطقتي أم اللوقس وعين البصلي القريبتين من هضبة الجولان.
بحسب البيان الإسرائيلي، فإن قوات اللواء 474 التابعة للفرقة 210، وبالتعاون مع الوحدة 504 المختصة بالتحقيقات الميدانية والاستخبارات البشرية، نفذت عملية ليلية دقيقة استندت إلى معلومات استخبارية تم جمعها خلال الأسابيع الأخيرة. وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على عدد من عناصر الخلية الإيرانية وضبط كميات من الأسلحة والقنابل اليدوية.
وتم القبض على كل ، مالك أحمد سالم أحمد" "سالم مصطفى سالم أحمد" ولا يزال هنالك معتقل لدى أسرائيل منذ زمن "محمد محسن احمد"
وتم الافرج ، كل من المدعو مالك أحمد سالم أحمد" "سالم مصطفى سالم أحمد" وانه صحيح تم الافراج عنهم
لكن ليس لأنهم بريئين
الكن كان تحقيق معهم
وهم افراد وعناصر بدون "قيمة"… ايران أرسلتهم للتنفيذ والموت،،
الهدف من الإعتقال كان بحث عن اسلحة، و تحقيق وتخويف
بعد التحقيق تم الافراج عنهم (مع العلم أنهم كانو مع ايران وبعد سقوط النظام، وتراجع قوة ونفوذ الحزب وايران في المنطقة.. اوقفو عملهم مع ايران حتى هذه الاعتقال)
اللافت في العملية أنها وقعت في الجنوب السوري، وهي منطقة تمثل منذ سنوات ساحة صراع معقدة بين إسرائيل وإيران والنظام السوري، وتشهد نشاطًا متزايدًا للميليشيات المدعومة من طهران، التي تحاول تثبيت وجودها قرب خطوط وقف إطلاق النار.
العملية تأتي أيضًا في سياق تصعيد ميداني إسرائيلي مستمر ضد “التموضع الإيراني” في سوريا. وفي حين كثفت إسرائيل غاراتها الجوية خلال السنوات الماضية، يبدو أن المرحلة الحالية تشهد انتقالًا إلى استراتيجية العمليات البرية الخاصة والاعتماد على الاختراق الاستخباراتي الميداني.
هذه العملية تحمل عدة دلالات استراتيجية:تفوق استخباراتي إسرائيلي: تشير العملية إلى قدرة إسرائيل على اختراق الشبكات الإيرانية العاملة داخل سوريا، ليس فقط عبر الرصد الجوي وإنما أيضًا من خلال مصادر بشرية على الأرض.الرسالة الميدانية لطهران: العملية تمثل تحذيرًا مباشرًا للمليشيات من نشاطها قرب الجولان لن يمر دون رد، حتى لو كان هذا النشاط ضمن خلايا صغيرة أو عبر تهريب الأسلحة.تحول تكتيكي في الاستراتيجية الإسرائيلية: بالانتقال من سياسة الضربات الجوية إلى عمليات ميدانية نوعية، ربما تسعى إسرائيل لزيادة الضغط وإضعاف النفوذ المحلي عبر اصطياد الخلايا على الأرض.
لماذا لا يتم تصوير هذه العمليات على أنها “تخدم” الحكومة السورية الجديدة أو تصب في مصلحة التخلص من النفوذ الإيراني؟
في الثقافة السياسية السورية إسرائيل تعتبر العدو التقليدي.
لذلك، حتى لو قامت إسرائيل بضرب ميليشيات إيران أو حزب الله، من الصعب على الإعلام السوري، سواء الرسمي أو حتى المستقل، أن يتجرأ على القول بأن “إسرائيل تساعد الشعب السوري” أو “تساهم في التخلص من النفوذ الإيراني”، لأن ذلك سيُفهم كنوع من “تبييض وجه” إسرائيل أمام الرأي العام.
لو تحدثت الإعلام الرسمي أن إسرائيل تساهم في التخلص من الميليشيات الإيرانية، ستُتهم فورًا بالتطبيع أو بالتعاون مع إسرائيل، وهو اتهام كفيل بتدمير مصداقية أي طرف داخل الشارع السوري والعربي.
و كثير من القوى والإعلام المحسوب عليها مدعوم من دول مثل تركيا وقطر ودول أوروبية، وهذه الدول حتى الآن تتجنب أي سردية تظهر إسرائيل كحليف ضمني.
لذلك هناك صمت متعمد في هذا النوع من الأحداث حتى لا تُحرج هذه القوى أمام داعميها الإقليميين.
حتى لو كانت هذه المجموعات تعمل سابقًا مع الميليشيات الإيرانية، فإن الإعلام لا يستطيع التمييز بسهولة:
هل هذه المجموعات انفصلت عن النظام بالفعل؟
هل هي الآن فعلاً تعمل ضد إيران؟
أم ما زالت مرتبطة بأجهزة أمنية للنظام؟
لذلك، من الصعب تصوير العملية كأنها “تخدم طرفًا ما لم تكن هناك جهة سياسية واضحة تعلن أنها في حالة مواجهة مباشرة مع الميليشيات الإيرانية في الجنوب.
الإعلام السوري الرسمي يتجاهل، و يخشى تبني السردية الإسرائيلية، لكن بالمقابل لا يوجد جهاز إعلامي قوي لديه القدرة على إنتاج رواية بديلة موثوقة ومبنية على تحقيقات ميدانية تقول: “هذه المجموعات كانت تعمل مع إيران ونحن نواجهها حاليًا”.
لأكثر من خمسة عقود، تم ترسيخ صورة إسرائيل كعدو دائم في الوعي الوطني السوري، سواء عبر الإعلام الرسمي أو عبر الخطاب القومي واليساري وحتى الإسلامي.
هذا التراكم الثقيل جعل من الصعب على أي طرف سوري، أن يعيد تعريف العلاقة مع إسرائيل أو أن يتحدث عن تقاطع مؤقت في المصالح معها، حتى في قضايا تتعلق بمحاربة النفوذ الإيراني الذي يهدد استقلال سوريا الحقيقي.
في الجنوب السوري، لم يتبلور حتى الآن كيان سياسي وعسكري منظم يُعلن صراحة أنه يواجه الميليشيات
المنطقة تعاني من:سيطرة هشّة للنظام.خلايا إيرانية وميليشيات طائفية تعمل في الظل.ضعف القوى المحلية التي يمكن أن تدعي تمثيل “الحكومة السورية الجديدة” أو تسعى بجدية لتفكيك النفوذ الإيراني.
لذلك، حتى لو قامت إسرائيل باستهداف هذه الميليشيات، فإن الإعلام لا يمتلك الأدلة ولا الخلفية الميدانية الكافية ليقول إن “هذه العمليات تصب في مصلحة سوريا” أو “تساعد على تفكيك المشروع الإيراني في سوريا”.
المجموعة المعتقلة معروفة بأنها كانت على ارتباط وثيق بإيران خلال سنوات سابقة، مستفيدة من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة بدعم من حزب الله والقوى المرتبطة به.
ما يلفت الانتباه هو صمت المجتمع المحلي في المنطقة حيال هذه الاعتقالات، وهو ما يمكن تفسيره بعدة طرق:الجهل بخلفيات المجموعة: ربما أن الكثير من أبناء المنطقة لم يكونوا على دراية بعلاقات هؤلاء مع إيران سابقًا أو بامتلاكهم للسلاح.تأييد خفي للنظام السابق وحلفائه (بما في ذلك إيران): هناك احتمال أن يكون جزء من المجتمع لا يزال يحمل ولاءً للنظام السابق، أو على الأقل لا يعتبر إيران عدوًا، مما يجعله غير معني بالاعتراض على مثل هذه الاعتقالات.
ليفانت: عبدالله البنيه
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!