الوضع المظلم
الأحد ٠٩ / مارس / ٢٠٢٥
Logo
  • التوتر بين إيران والولايات المتحدة: خيارات الحرب والسلام 

التوتر بين إيران والولايات المتحدة: خيارات الحرب والسلام 
ترامب وإيران

يتجلى التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران في سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يلوح بالعصا تارة والجزرة تارة أخرى، قائلًا إن أمام طهران خيار كبح جماح برنامجها النووي أو مواجهة ضربة عسكرية مباشرة. في الوقت الذي يشير فيه ترامب إلى احتمالية التوصل إلى اتفاق، يلمح إلى تحركات وشيكة ضد إيران، مما يعكس حالة عدم الاستقرار السائدة.

تتجه الأنظار إلى عمل عسكري محتمل من جانب إسرائيل، التي تقوم بمحاكاة هجوم على إيران داخل الأراضي السورية. وقد أثار ذلك تساؤلات حول إمكانية إيران تأمين قدرتها على المناورة في هذه المرحلة الحرجة.

وحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أكد مسؤولون إسرائيليون أن اللحظة الحالية تُعتبر الأنسب لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، يتطلب تنفيذ مثل هذا الهجوم دعمًا لوجستيًا وعسكريًا أمريكيًا كبيرًا.

إيران، من ناحيتها، ترفض التفاوض تحت ضغط العقوبات، مشددة على ضرورة أن يكون الحوار في ظروف طبيعية. حسين رويوران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، صرح بأن إيران مستعدة لتقديم ضمانات حول سلمية برنامجها النووي مقابل رفع كامل للعقوبات. واعتبر رويوران أن الحل يكمن في المفاوضات، محذرًا من البدائل العسكرية التي لا يفضلها أحد.

اقرأ المزيد: مئات الضحايا بمجازر الساحل السوري.. ودعوات للتحقيق الدولي في مأساة بانياس

في تصريحات لاحقة، أكد ترامب التزامه بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن مع الإشارة إلى إمكانية الحلول الدبلوماسية. قال ترامب: "نحن على وشك الوصول للحظات الأخيرة مع إيران، وشيء ما سيحدث قريبًا جدًا".

تجري القوات الإسرائيلية تدريبات عسكرية في مناطق تشبه طبيعتها الأراضي الإيرانية، وهو ما يدل على جدية تل أبيب في إعداد خيارات العمل العسكري. مصادر عسكرية إسرائيلية ذكرت أن هذه المناورات تحاكي سيناريوهات معقدة تشمل إنزالًا جويًا واشتباكات في مناطق جبلية وعرة.

في الوقت نفسه، تجري إيران مناورات عسكرية موسعة، تضمنت اختبار صواريخ متطورة، مثل صاروخ "خيبر 4" الذي يمتاز بقدرة تدميرية تقدر بـ60 طنًا من مادة TNT. وأكدت طهران أنها سترد بقوة على أي هجمات أميركية أو إسرائيلية، مشيرة إلى أن المنشآت النووية الإسرائيلية ستكون ضمن أهداف ردها.

مع استمرار العقوبات الأميركية والضغوط الإسرائيلية، تواجه إيران وضعًا صعبًا حيث تسعى للحفاظ على استقلالها في القرار السياسي، بينما تدرك خطورة التصعيد العسكري. وفي حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، أكد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مئير كوهين، أن الأمور تقترب من مرحلة حرجة، حيث يتعين اتخاذ قرار بين التسوية الشاملة أو العمل العسكري الذي سيكلف الجميع ثمنًا باهظًا.

بينما يعمل كل طرف على تعزيز موقفه التفاوضي، يبقى مستقبل المنطقة معلقًا على خيط رفيع، يمهد الطريق إما للخيار العسكري أو للدبلوماسية في حال قرر ترامب أو أي رئيس أميركي آخر إبقاء الأبواب مفتوحة للتفاوض.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!