-
الخلافات تتصاعد حول الموقف الأميركي من إعفاءات العراق للطاقة
-
رغم عدم تجديد إعفاء العراق من العقوبات على استيراد الطاقة الإيرانية، يبدو أن واشنطن لن تفرض ضغوطاً صارمة على بغداد في الوقت الحالي

خلال الأسبوعين الماضيين، بدأت الإدارة الأميركية باتخاذ مواقف أكثر وضوحاً تجاه قضايا الشرق الأوسط، وذلك بعد مرور شهر على عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتولي فريقه الجديد مسؤولياته.
ويعد العراق من القضايا المحورية في الاستراتيجية الأميركية، نظراً لدوره التاريخي في السياسة الخارجية لواشنطن، وارتباطه بملفات مثل مكافحة الإرهاب، وتنظيم داعش، وعلاقة الولايات المتحدة مع إيران، إضافة إلى أهمية الحفاظ على مصالح الجنود الأميركيين الذين خدموا هناك.
🔹 اتصالات مباشرة مع بغداد
على مدار الأسابيع الأخيرة، أجرى مسؤولون رفيعو المستوى في البيت الأبيض اتصالات مكثفة لفهم المشهد العراقي بشكل أعمق، وكان من بين أبرز هذه الاتصالات مكالمة جمعت بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أعقبها اتصال آخر بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والسوداني.
ويعكس تسلسل هذه المكالمات طبيعة إدارة ترامب، حيث يبدو أن دائرة صنع القرار المتعلقة بالعراق تتركز في مجموعة ضيقة من المسؤولين المقربين من الرئيس، مما يشير إلى رقابة صارمة على السياسات الخارجية.
🔹 تباين في الرسائل
أثارت الحوارات بين الطرفين تبايناً في التصريحات، حيث جاء بيان الحكومة العراقية حول محادثة السوداني مع روبيو مختصراً، بينما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً موسعاً أكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وناقش ملف النفوذ الإيراني في العراق، إلى جانب جهود منع عودة داعش.
كما أشار بيان صادر عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في 25 فبراير إلى أن السوداني وروبيو اتفقا على ضرورة تحقيق الاستقلال الطاقوي للعراق، وفتح خط أنابيب العراق – تركيا بسرعة، واحترام الحقوق التعاقدية للشركات الأميركية للاستثمار في البلاد.
🔹 جدل حول دقة البيانات
لكن مصدراً عراقياً مقرباً من الحكومة صرح لـ"العربية" و"الحدث" بأن بعض التفاصيل الواردة في البيان الأميركي ليست دقيقة، مشدداً على أن المحادثة الهاتفية بين السوداني وروبيو كانت إيجابية، وتطرقت إلى قضايا تهريب النفط، ومستقبل خط الأنابيب، بالإضافة إلى مناقشة الإعفاءات الأميركية الخاصة بالعقوبات المفروضة على إيران.
ويعد موضوع الإعفاءات الأميركية بالغ الأهمية، حيث أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن منحت آخر إعفاء للعراق منذ أربعة أشهر، ومن المقرر أن ينتهي سريانه في 8 مارس 2025، وهو نفس يوم نشر هذا التقرير.
🔹 لا تجديد للإعفاءات
في المقابل، أكدت مصادر في الحكومة الأميركية لـ"العربية" و"الحدث" أن القرار التنفيذي الذي وقعه الرئيس ترامب لإعادة سياسة "الضغط الأقصى" على إيران لا يزال قائماً، وأن كل الإعفاءات تخضع حالياً للمراجعة من قبل وزارة الخارجية.
وعلى الرغم من أن المصادر أكدت عدم نية واشنطن إصدار إعفاء جديد للعراق لاستيراد الطاقة من إيران، فإنها ألمحت إلى أن الولايات المتحدة لن تتخذ إجراءات صارمة لملاحقة بغداد على أي انتهاكات مستقبلية للعقوبات.
ليفانت-العربية
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!