-
رحلة طموح.. عبد الرحمن عثمان: من حلب إلى ألمانيا
عبد الرحمن عثمان، الشاب السوري الذي حلم منذ صغره بالتغيير والإبداع، يروي قصته من حلب إلى سارلاند، حيث التحديات والصراعات لم توقف طموحه، بل زادت من عزيمته على تحقيق ذاته وفتح آفاق أوسع.
بدأت رحلة عبد الرحمن مع الأحلام والطموحات في بلده الأم، حلب، قبل أن يفقد الكثير من الفرص بسبب الأوضاع الصعبة. لكن بمجرد أن أتيحت له فرصة الدراسة في ألمانيا، استغلها على أكمل وجه، متسلحًا بالإصرار والطموح.
يدرس عبد الرحمن حالياً في كلية الطب بجامعة سارلاند (UdS)، ويؤكد أن رحلته لا تقتصر على مجرد التخصص، بل يسعى لمساعدة المجتمع من خلال البحث العلمي والتطوير المستمر. فقد اكتسب خلال دراسته مهارات متقدمة في البحث والكتابة العلمية، وبدأ يُنشر أوراقه البحثية الدولية، حيث أصدر حتى اليوم ستة أعمال محكّمة في مجلات مرموقة، مما يعكس التزامه وإصراره على التميز.
يمتلك عبد الرحمن رؤية واضحة لنصيحته للطلاب: "شارك بنشاط في الحياة الجامعية، فهي ليست مجرد دروس، بل مسؤولية اجتماعية، فهي التي تعطي قيمتها الحقيقية." وهو من ضمن الطلاب الذين أسسوا مبادرة " Treffpunkt Orient und Occident" في حرم الجامعة، والتي حصلت على جائزة خاصة لدورها في تحسين ظروف الدراسة للطلاب الدوليين.
وفي حديثه عن تجربته الشخصية، يذكر لحظة مميزة في أول يوم له في الجامعة، حين أُعجب أستاذه بشجاعته، وأعطاه ت توصية شخصية فتحت أمامه أبواب المنح الدراسية والدعم المالي، مما مكنه من التركيز على البحث والتطوير بشكل أكبر، والمساهمة في خدمة المجتمع.
كما يوضح أن ألمانيا، بالنسبة له، ليست فقط بلد الشعراء والمفكرين، بل أيضًا بلد الفرص، حيث أظهر له الدعم والتشجيع أن النجاح لا يقتصر على الأصل، وإنما على الإرادة والتفاني. ويؤكد أنه منذ بدأ حياته في ألمانيا، يعتبر أن المسؤولية الاجتماعية ليست واجبًا فقط بعد التخرج، بل تبدأ منذ اللحظة التي يدرك فيها المرء أنه جزء من المجتمع وقادر على صنع الفارق.
اختتم عبد الرحمن حديثه بتأكيد أن تجربته في الجامعة والأمل الذي يتجدّد يومًا بعد يوم، سيبقى مصدر فخر وانتماء، وأنه يسعى دائمًا لنقل المعرفة وبناء مستقبل أفضل لوطنه، انطلاقًا من تجاربه ورفاقه المخلصين.
يُعد عبد الرحمن عثمان نموذجًا حيًا على أن الإرادة والتحدي والصمود يمكن أن يخلقوا فرصًا للتميز، وأن العلم والمعرفة أداة لبناء مجتمع أكثر قوة وتقدمًا، مستمدًا قوته من جذوره الأصلية، وطموحه الذي لا يعرف الحدود.
