-
سوريا وقطار ما بعد الحرب الايرانية الاسرائيلية

29 اكتوبر 1956 تهبط قوات اسرائيلية في عمق سيناء وتتجه الى قناة السويس.
30 اكتوبر 1956 تصدر بريطانيا وفرنسا انذارا" بوقف القتال بين مصر واسرائيل ويطلب من الطرفين الانسحاب 10 كم عن طرفي قناة السويس وقبول احتلال مدن القناة من القوات الانغلوفرنسية لحماية الملاحة الدولية وفي حال الرفض تدخل القوات بالقوة.
هذا بروتوكول سيفرز او ما يعرف عربيا" (العدوان الثلاثي) يرى المؤرخون ان هذه الحرب غيرت وجه الشرق الاوسط وأرست النظام العالمي الجديد الذي نتج عن الحرب العالمية الثانية بأفول نجم بريطانيا وفرنسا كإمبراطوريات استعمارية تقليدية في المنطقة وخسارة نفوذهما ومكانتهما في الشرق الاوسط لصالح الولايات المتحدة الامريكية التي اصبحت قوة عظمى غربية منفردة على الساحة الدولية.
اسرائيل حينها قرأت ميزان القوى الجديد بدقة كان هدفها البقاء والسيطرة وقيادة الاقليم من خلال تأمين وحماية المصالح الامريكية على عكس مصر عبد الناصر الرجل الذي حظي في بداية عهده بدعم امريكي لتقويض نفوذ الانكليز في دول (سوريا - العربية السعودية - الاردن - اليمين) الا انه بغباء سياسي او لنقول عدم خبرة وحنكة اختار ان يكون بجانب السوفييت ويتحول الى عقبة اساسية امام المصالح الغربية في الشرق الاوسط.
بعد عقود ومع تراجع نفوذ الدول العربية وعقود اخرى من التوسع الايراني في الاقليم أدار الفرس مصالحهم عبر المواجهة مع الغرب وبناء اذرع لهم على اراضي الاخرين واصبحت ايران صاحبة النفوذ الاكبر وتسعى لامتلاك السلاح النووي لتصميم نفوذها بشكل امبراطوري على دول المنطقة.
7 اكتوبر 2023 جاء طوفان (السنوار) على البلدات الاسرائيلية في غلاف غزة لتجد ايران نفسها في وضع لم ترغب به ومتناقض لتصورها .
استراتيجية جبهات الاسناد التي وظفتها لاستثمار اذرعها لا تنفع مع نتنياهو الرجل الذي يمنتهن القتل ولا يتعب منه وبحسب مفهومه (ايران عدو اما ان تدمرها او تدمرك والحد الادنى للتعايش معها ان تتراجع خلف حدودها وتدمر قدراتها النووية وقوتها الصاروخية)
اخطأت طهران عندما لم تفهم معنى ان تكون مفاتيح قصر المهاجرين في دمشق مع الشرع الرجل الذي اسقط محور الممانعة وحشرها وحزب الله في خانة اعداء سوريا غياب لاعب فريق الممانعة المخضرم حسن نصر الله ولحاقه بقاسم سليماني لم يثنها (ايران) عن مناورة صاحب مفاتيح ابواب الجحيم (الرئيس ترامب) الذي منحها مهلة الستين يوما وفي اليوم الواحد والستين اطلق يد نتنياهو لإعادة رسم خارطة الشرق الاوسط ولتكن البداية 13 يونيو 2025 مجزرة الجنرالات والعلماء النوويين ليستيقظ الاقليم على قلعة ايران الهشة المثقوبة.
لا تملك طهران خيارات كثيرة بل انها لا تملك أي خيار عدا الاقامة الدائمة في نفق الضربات الاسرائيلية المدمرة والاكيد ان ساعة ترامب وحدها التي تستطيع ان تشير الى الوقت الذي يتوقف فيه الطيران الاسرائيلي عن دك طهران والاكيد ان المرشد سيتجرع السم ويفقد القدرات النووية والصاروخية بعد هذه اللحظة سيكون الفرس مشغولون بترقيع عورتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية كما ان الفصل الاخير من رسم خارطة الشرق الاوسط يكون اكتمل قد تزل دول عن الخارطة وقد تظهر دول جديدة لكن من غير المؤكد من سيكون صاحب الوكالة الحصرية لإدارة الاقليم (العربية السعودية - تركيا – قطر) او اسرائيل التي ستبلغ من الاستقواء درجة تفرض شروطها على المنطقة واذا كانت سوريا قد ركبت قطار السوفييت مع مصر عبد الناصر بعد العدوان الثلاثي فأي قطار ستركب سوريا الشرع بعد الحرب الايرانية الاسرائيلية ترامب يمسك هاتفه (أيفون) ويكتب تغريدة جديدة ما هي ؟ الله اعلم .
الدكتور اسامة احمد نزار صالح
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!