الوضع المظلم
السبت ٢٨ / يونيو / ٢٠٢٥
Logo
  • ظاهرة تهدد الأمن المجتمعي.. تزايد حالات الاختفاء والخطف بين النساء العلويات في سوريا

ظاهرة تهدد الأمن المجتمعي.. تزايد حالات الاختفاء والخطف بين النساء العلويات في سوريا
ظاهرة تهدد الأمن المجتمعي.. تزايد حالات الاختفاء والخطف بين النساء العلويات في سوريا

شهدت سوريا هذا العام اختفاء 33 امرأة ومراهقة من الطائفة العلوية تتراوح أعمارهن بين 16 و39 سنة، وسط اتهامات متزايدة بالخطف والإتجار بالبشر. إذ أقدمت بعض العائلات على دفع فديات تتفاوت بين مبالغ صغيرة وكبيرة دون أن تتوصل إلى نتائج، في حين تقلل السلطة من خطورة الظاهرة وتعتبرها مشكلات شخصية، مما يزيد من حالة الخوف والقلق بين العلويين.

وفي هذا السياق، روى أحد أفراد عائلة امرأة تُدعى عبير (29 سنة)، أن خاطفها تواصل مع العائلة وطلب فدية قدرها 15 ألف دولار، مهدداً بقتلها أو بيعها إذا لم يتم دفع المبلغ. حيث أرسل الخاطف والوسيط رسائل ومكالمات عبر أرقام هاتفية، بعضها يحمل رمزاً عراقياً، في حين تبين أن العائلة جمعت المبلغ من أصدقاء وجيران في مدينة إزمير التركية، وتحويله عبر عمليات مصرفية، إلا أن الخاطفين أوقفوا الاتصال واختفوا بعد استلام المبالغ، ولا يزال مصير عبير مجهولاً.

ومن خلال مراجعة أكثر من ٢٠ رسالة واتساب ومكالمة، تبين أن بعض المختطفات تمّ نقلها خارج سوريا، وأن عائلاتهن تلقت طلبات فدية تتراوح بين 1500 و100 ألف دولار، بينما اختفت أخريات دون معرفة مصيرهن. وتركزت حالات الاختفاء في محافظات طرطوس واللاذقية وحماة، حيث يعاني العديد من النساء من التهديدات أو الاختطاف أثناء تنقلهن أو خلال تواجدهن في أماكن عامة، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في الثقة بين العائلات والسلطات، خصوصاً مع عدم تفاعل الأجهزة الأمنية بشكل فعال مع هذه القضايا.

اقرأ المزيد: وزير الدفاع الأميركي يؤكد نجاح العملية ضد منشآت إيران النووية

ويشير خبراء وناشطون إلى أن تزايد هذه الظاهرة مرتبط بشكل مباشر بالأحداث والتوترات الأمنية التي شهدتها مناطق الساحل السوري بعد مارس الماضي، حيث تصاعدت الهجمات على المدنيين العلويين، وأسفرت عن مقتل المئات، وازداد بالتالي شعور الخوف بين أفراد الطائفة التي تمثل حوالي 10% من السكان.

وقد عبّر العديد من العائلات عن تقديراتها بعدم جدية التحقيقات، حيث اكتفت السلطات بتبريرات غير مقنعة، وتشير بعض التصريحات إلى أن أسباب الاختفاء غالباً ما تكون نزاعات عائلية أو أسباب شخصية، بينما يظل مصير العديد من النساء مجهولاً، وبعضهن تعرضن للتهجير أو الفصل من وظائفهن، مع استمرار موجة الخوف من الاختطاف والانتقام.

وفي تفاعل مع هذه القضايا، يستمر بعض النشطاء والمنظمات الحقوقية في رصد حالة التوتر، محذرين من استمرار استهداف النساء العلويات، خاصة أن نمط الاختفاء يحدث غالباً أثناء النهار، ويؤكدون على أن استهداف النساء من قبل أطراف متعددة هو أسلوب قديم يستخدم لترهيب الأقلية، وأن الجناة يهربون من العقاب، مع استمرار حالة العجز واللامبالاة من قبل السلطات.

وبالرغم من نفي المسؤولين الحكوميين في محافظتي طرطوس واللاذقية وجود استهداف خاص للعلويين، إلا أن الكثير من الحالات تشير إلى وجود أساليب عنف متعمدة ضد النساء العلويات، خاصة أثناء محاولتهن التنقل أو خلال أنشطاتهن اليومية. وتؤكد التقارير أن بعض النساء يغيبن في وضح النهار خلال تنقلهن في وسائل النقل أو أثناء أداء مهمات عادية، مثل حالة زينب، التي اختطفت من طريق المدرسة في مدينة اللاذقية، وأرسل خاطفوها تهديدات بعدم نشر صورها على الإنترنت، مما زاد من قلق عائلتها.

وفي الختام، يتضح أن ظاهرة الاختفاء والخطف بين النساء العلويات تشكل تحدياً أمنياً وإنسانياً كبيراً، يتطلب من السلطات المحلية والدولية استجابة عاجلة للحد من تفشيها، وضمان حماية المدنيين، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر.

المصدر: رويترز

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!