-
نهضة المرأة المناضلة في موريتانيا وإيران
-
نضال المرأة من مشرق العالم الإسلامي إلى مغربه مسيرة شاقة مضنية

المرأة الموريتانية الحاضرة المغيبة والكادحة المستعبدة رغم نضالها المرير من أجل الإنعتاق من نير العبودية، ومن أجل حقوقها وحقوق أبنائها ومجتمعها الذي لم ولن تنعزل عنه ولا تدعو للإنعزال عنه رغم وجود سياسات أو نمطية طبقية تخلق هذه العزلة وتجعل من المجتمع الموريتاني مجتمعين وليس مجتمعاً واحداً في دولة نامية يُفترض بها أن تنهض بالمجتمع أولاً كي تتمكن من استغلال قواها البشرية من أجل نهضة موريتانيا الموحدة سيادة ومجتمعا.
رغم أنه يعد مميزاً وفريدا من نوعه عربياً وإسلامياً وإفريقياً لا يزال نضال المرأة الموريتانية رغم نضالها التقدمي الطويل الذي تجسد في حراكها السياسي والمدني في حركة "إيرا" والعديد من المؤسسات السياسية، ورغم وصولها تحت قبة البرلمان وصوتها الذي لا يستهان به إلا أن نضالها لم يحقق أهدافه بعد ولم يصل إلى المستوى المطلوب لإقامة مجتمع موحد نقي من تبعات العبودية التي لا نزال نعاني منها كمجتمع، وقد عانت الدولة من هذه التبعات أيضا إذ لا يمكن لمجتمع لا يزال يعاني من قيود وتبعات العبودية بأشكالها المعاصرة أن يقيم
دولة متقدمة مستقرة ومزدهرة.. وهذا هو الهدف من نضالنا في "إيرا" والصواب وكافة مؤسساتنا التحررية، ومعاناتنا هذه في ليس في موريتانيا وحدها بل في كثير من الأفريقية والعربية والإسلامية.. حتى في دول ذات ماضٍ عريق كإيران أو ما يصطلح عليها بـ " الجمهورية الإسلامية" لا تزال المرأة الإيرانية تعاني عبودية مرعبة بسبب ما يُفرض عليها من ممارسات عنصرية استبدادية ضدها تحديداً وضد أبنائها ومجتمعها وضد خصوصيتها كإمرأة، ونُقِلت معاناة المرأة الإيرانية إلى العراق وسوريا واليمن ولبنان، ومن فضل الله أن من الله على المرأة السورية بفسحة من الأمل علها أن تجد ذاتها بعد دمار وطنها وتشريد الملايين من أبنائه.
الحياة المدنية الرصينة المُصانة بالتشريعات العادلة التي تُعرف الإنسان كمواطن إنسان تحت مظلة الوطن الرحيمة هي المبتغى والغاية بعيدا عن النزعة العنصرية عنصرية اللون والطبقة والبيئة.. إذ يتوفر من خلالها مبدأ العدالة والشراكة الكاملة لكل شرائح المجتمع في صياغة مستقبل الدولة وضمان الأمن والأمان للناس، ومن ثقافة المدنية تتأصل مبادئ التعايش بين أفراد المجتمع، وموريتانيا بلد الشعراء والعلماء أحق بأن تكون في مكانة تليقُ بها بين الأمم، ولن يكون ذلك من خلال ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر داخل المجتمع الواحد.
عند متابعتي لاحتفالية يوم المرأة العالمي الذي أقامته وتقيمه المقاومة الإيرانية كتقليد سنوي وجدت في ذلك مواساة لذاتي وللمرأة المضطهدة في موريتانيا وإيران وأفريقيا والعالم العربي والإسلامي، وجديراً بالتقدير أن نجد نضال المرأة في المقاومة الإيرانية بهذا المستوى الذي يبعث على التفاؤل ويزرع الأمل في النفوس بأن هناك نساء ثائرات ناهضات بهذا المستوى من الرفعة مبشرات بأن سجل اضطهاد المرأة إلى زوال ليس بالشعارات وإنما بالحقائق المتمثلة فيما تطرحه هذه المقاومة من ثقافة وفكرٍ حقيقيٍ رصين متجذر منذ عقود يؤمن بحقوق
الجميع ويناضل من أجل الجميع تحت مظلة المواطنة الحقيقية، وبضمان برامج فعلية قابلة للتطبيق كبرنامج المواد العشر الذي طرحته وتتبناه السيدة مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية، وقد أشهدوا العالم كله على هذا البرنامج كبرنامج يضمن حقوق جميع مكونات الشعب الإيراني دون تمييز فئةٍ على أخرى، وقيام إيران معاصرة بهذا المستوى من الفكر والنضال كفيل ببناء استقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ككل.. وعلى المرأة الموريتانية أن تقتدي بنضال وثبات المرأة الإيرانية فكلاهما قدم المزيد من التضحيات، ويبقى الثبات على المواقف في وجه الأعاصير مطلباً ضرورياً لبلوغ الغايات.
المرأة في موريتانيا مناضلة ومضحية مؤاثرة لكنها تناضل بدون حليف، وكم تعرضت النساء المناضلات في موريتانيا وفي حركة "إيرا" إلى التعسف والاضطهاد في مسيرتهن النضالية لمجرد مطالبتهن ببعض الحقوق من أجل نهضة موريتانيا واستعادة مكانتها التاريخية العريقة.
لا حقوق بلا كفاح ونضال، ولا تعايش إلا بقبول الآخر جملة وتفصيلا وبكامل حقوقه، والإنسان هو رسالتنا ومشروعنا في "إيرا" ولأجله يستمر نضالنا حتى زوال العنصرية والطبقية والفئوية التي تعيق نمونا كبشر ودول، وتغييب المرأة التي هي الشق الآخر لهذا الإنسان هو مسعى لهدم المجتمع بقصد أو بغير قصد خاصة وأن المرأة المناضلة الموريتانية والمناضلة بشكل عام تتقيد بقيمها وأخلاقها وعقيدتها فالنضال ليس خروجاً عن القيم الإنسانية التقدمية الراقية.. والله غالب على أمره.
ليفانت: مريم الشيخ
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!