-
تكريم منى واصف المزيف.. لتضليل الرأي العام

أُقيم في جامعة دمشق حفل ثقافي تم خلاله تكريم الفنانة منى واصف، حيث تم منحها لقب "سفيرة السلام في العالم" من قبل منظمة يُقال إنها تابعة لحقوق الإنسان. حضر الفعالية رسميًا، برعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات، التي تماست مع المكرّمة في لحظة لاقت اهتمامًا كبيرًا ووسّعت من الصدى الإعلامي.
وقد عُرضت التغطيات الصحفية على أنها اعتراف دولي بمسيرة منى واصف الفنية والإنسانية، حيث أُستخدم مصطلح "سفيرة السلام في العالم لدى الأمم المتحدة" في العديد من المنابر، مما عزز الانطباع أن الحفل يحمل صبغة رسمية من جهة أممية. إلا أن خلفية الجهة المانحة تظهر أنها لا تملك أية صفة رسمية لدى الأمم المتحدة، كما أنها غير مدرجة في سجلات المنظمات المعترف بها دوليًا.
المنظمة التي منحت اللقب، بحسب ما كشفت التحقيقات، لا وجود لها ضمن الأطر الرسمية للأمم المتحدة، وتعتمد في نشاطها على عضويات مدفوعة، بالإضافة إلى بطاقات انتساب رمزية. مؤسسها، علي عقيل خليل، يُقدم نفسه كسفير أممي، ويستخدم جوازات سفر مزورة ويخترق سجله القضائي في لبنان بتهم تتعلق بالاحتيال والانتحال. وخلال النشاطات التي ينظمها، نشر صورًا تمجد النظام المخلوع، وظهر في لقاءات مع شخصيات موثوقة، من بينها بشار الأسد، ما يثير الشكوك حول حقيقته وشرعيته.
إن خطورة مثل هذه الممارسات تتجاوز التضليل الإعلامي، وتتمثل في قدرة كيانات وهمية على التسلل إلى المشهد العام، وإعادة تدوير نفوذ شخصيات فاسدة تدّعي التمثيل لمبادئ حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، عبر توظيف الرموز والصور الرمزية بشكل احتيالي. في وقت تتطلب المرحلة الراهنة مؤسسات حقيقية وشفافة تعكس مسار العدالة الدولية، تأتي هذه الممارسات لتُظهر كيف تُوظف الأدوات الإعلامية والرمزية لخدمة أجندات غير نزيهة، وتؤدي إلى إضعاف الثقة بمؤسسات المجتمع المدني والحراك الحقوقي.
المصدر: تأكد
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!