-
مجازر مروعة بحق دروز السويداء توثّقها عدسات المهاجمين

تحققت وكالة "رويترز" من ثلاثة مقاطع فيديو صادمة، تُظهر قيام مسلحين بعمليات إعدام ميدانية بحق 12 مدنيًا من الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، في واحدة من أبشع المجازر التي وقعت خلال شهر يوليو الجاري. اللافت في هذه المقاطع أن المهاجمين، الذين ارتدوا الزي العسكري، قاموا بتوثيق عمليات القتل بأنفسهم باستخدام هواتفهم المحمولة.
في أحد الفيديوهات، وُجهت البنادق نحو ثلاثة رجال عزل وأُمروا بالخروج إلى شرفة تحت أشعة الشمس. قبل لحظات من إطلاق النار، سُمع أحد المهاجمين يسأل رفيقه: "دقيقة واحدة.. هل تريد تصويرهم؟". ليتم تأجيل تنفيذ الإعدام لبضع ثوانٍ فقط حتى يبدأ تسجيل الفيديو.
صرخ المسلحون في وجه ضحاياهم: "دعنا نذهب! ارمي نفسك"، قبل أن يُفتح النار عليهم ويسقط الضحايا واحدًا تلو الآخر. وأظهر الفيديو سقوط جثتيهم في الشارع بعد إجبارهم على القفز من الشرفة. الضحايا هم الشقيقان معاذ وبراء عرنوس وابن عمهما أسامة، وجميعهم من سكان مدينة السويداء، وفقًا لأفراد من العائلة تحدّثوا لـ"رويترز".
وتشير التحقيقات إلى أن هذه الإعدامات جزء من سلسلة هجمات متزامنة وقعت في ثلاث مناطق مختلفة من محافظة السويداء، نفذها مسلحون يرتدون الزي العسكري، ما أسفر عن مقتل 12 مدنيًا درزيًا على الأقل.
وفي حادثة أخرى، قُتل منير الرجمة، حارس في بئر مياه عمره 60 عامًا، برصاص مقاتلين بعدما أبلغهم بأنه درزي، بحسب شهادة ابنه. كما تُظهر مقاطع مصوّرة أخرى إجبار مجموعة من المدنيين على الركوع في دوّار قبل إطلاق النار عليهم بشكل جماعي.
تشكل هذه المقاطع توثيقًا نادرًا ومفزعًا لمجزرة دموية وقعت في منتصف يوليو، تزامنت مع اندلاع مواجهات عنيفة بين ميليشيات درزية محلية، وعناصر من عشائر بدوية، ثم مع القوات الحكومية السورية التي تدخلت في محاولة للسيطرة على الوضع.
وأكدت "رويترز" أنها قامت بتحديد المواقع الجغرافية للمجازر من خلال معالم بصرية ظهرت في المقاطع، كما تحققت من تواريخها عبر مقابلات مع سبعة من أقارب الضحايا. جميعهم حمّلوا القوات الحكومية السورية المسؤولية عن مقتل ذويهم.
حتى الآن، لم تتمكن الوكالة من تحديد هوية منفّذي الهجمات بدقة، ولا من كان وراء نشر هذه المقاطع المروعة التي بدأت بالظهور على الإنترنت بعد 18 يوليو.
وفي بيان مقتضب صدر يوم 22 يوليو، قالت وزارة الدفاع السورية إنها على علم بتقارير تشير إلى "جماعة مجهولة" ترتدي الزي العسكري ارتكبت "انتهاكات خطيرة" في السويداء، دون الإشارة إلى عمليات الإعدام الجماعي. وتعهدت بفتح تحقيق ومعاقبة المتورطين "حتى لو كانوا تابعين للوزارة".
من جهتها، أدانت وزارة الداخلية السورية بشدة مقاطع الفيديو المتداولة، لكنها لم تقدم تفاصيل حول الجناة أو الضحايا.
وبحسب تقارير حقوقية، فإن حصيلة الضحايا منذ اندلاع العنف في السويداء تجاوزت 1,000 قتيل، غالبيتهم من أبناء الطائفة الدرزية، في ظل حالة من الفراغ الأمني المستمر بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وتولي حكومة جديدة بقيادة فصيل إسلامي سابق.
المصدر: رويتروز
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!