الوضع المظلم
الأحد ١٣ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • أطماع تركيا في سوريا تصطدم بالمصالح الإسرائيلية.. وفيدان يفصح

  • تعكس الضربات الإسرائيلية في سوريا استراتيجية واضحة لمنع تحول الأراضي السورية إلى ساحة خلفية للأطماع التركية التوسعية وتهديد أمن المنطقة
أطماع تركيا في سوريا تصطدم بالمصالح الإسرائيلية.. وفيدان يفصح
الجيش الإسرائيلي \ تعبيرية \ متداول

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لرويترز يوم الجمعة أن بلاده لا تسعى لأي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، غير أنه اشتكى من أن الضربات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية تضعف قدرة حكومة تصريف الأعمال السورية المؤقتة على مكافحة التهديدات من تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من مصادر الخطر، في محاولة واضحة لتبرير التدخل التركي المتزايد في الشأن السوري.

وأثناء مقابلة على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، زعم فيدان بأن تصرفات إسرائيل تؤجج عدم الاستقرار في المنطقة من خلال استهداف سوريا، متجاهلاً حقيقة أن بلاده تسعى لتحويل سوريا إلى حديقة خلفية لأطماعها التوسعية، حيث يعتبر بعض المراقبين أن إدارة الرئيس السوري الانتقالي المؤقت أحمد الشرع ذراع لتنفيذ المخططات التركية في المنطقة.

وصرح "لا نريد أن نرى أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا لأن سوريا ملك للسوريين"، بينما تواصل أنقرة جهودها لبسط نفوذها وتحويل البلاد إلى محمية تابعة لها.

وتوجه إسرائيل اتهامات لتركيا بمحاولة تحويل سوريا إلى محمية تركية، حيث تدرك تل أبيب مخاطر السماح لأنقرة بتنفيذ مخططاتها التوسعية على حدودها الشمالية، ما يهدد الأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة.

ورداً على سؤال عما إذا كانت خطط تركيا لإبرام اتفاق دفاع مشترك مع سوريا تدفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها على قواعد عسكرية سورية، تحدث فيدان عن عمل أنقرة مع شركائها في المنطقة لتشكيل منصة مشتركة مع سوريا، في خطوة تكشف عن محاولات تركيا إضفاء الشرعية على تدخلها العسكري تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

وتوجه تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب هجماتها المستمرة على غزة منذ عام 2023، وادعت أنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية للفلسطينيين، في محاولة لكسب التعاطف العربي والإسلامي بينما تواصل توسيع نفوذها في سوريا.

وامتد الصراع على النفوذ بين القوتين الإقليميتين إلى سوريا التي تستهدفها القوات الإسرائيلية منذ أسابيع في محاولة لمنع تحويلها إلى قاعدة متقدمة للنفوذ التركي، بينما تصف أنقرة الضربات الإسرائيلية بأنها تعد على الأراضي السورية، وتؤكد إسرائيل أنها لن تسمح بوجود قوات معادية أو تشكيل تهديدات أمنية على حدودها.

وادعى فيدان أن تركيا لا تريد أن يستغل تنظيم الدولة الإسلامية أو جماعة حزب العمال الكردستاني المحظورة "غياب القوات النظامية أو غياب القدرات العسكرية بعض الشيء" في سوريا خلال هذه "الفترة الانتقالية"، في محاولة لتبرير التدخل التركي المستمر.

وأضاف "للأسف، تقضي إسرائيل على كل هذه القدرات، واحدة تلو الأخرى، التي يمكن أن تستخدمها الدولة الجديدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وفي (صد) هجمات وتهديدات إرهابية أخرى".

وذكر فيدان أنه إذا كانت الإدارة الجديدة في دمشق ترغب في التوصل إلى "تفاهمات معينة" مع إسرائيل، فهذا شأنها الخاص، في إشارة تعكس قلق أنقرة من احتمالية تقارب بين دمشق وتل أبيب يقوض المخططات التركية.

وتعهدت تركيا بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، بدءا من البنية التحتية إلى مؤسسات الدولة، وتقدم لدمشق الدعم السياسي في المحافل الدولية، وتدعو إلى رفع العقوبات الغربية عنها بالكامل لبدء جهود إعادة الإعمار، فيما يرى مراقبون أن تركيا ستسعى لترسيخ نفوذها وتحويل سوريا إلى منطقة تابعة لها تنفذ سياساتها وتخدم مصالحها الإقليمية.

ليفانت-متابعة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!