-
إصدار أول دفتر عائلة رسمي في القامشلي: تحت حكم 'الإدارة الذاتية'
أعلنت بلدية القامشلي، المعروفة بموقعها الاستراتيجي في شمال شرق سوريا، عن إصدار أول دفتر عائلة رسمي من قبل "الإدارة الذاتية" في المنطقة، وهو ما يمثل إنجازًا جديدًا في جهود تنظيم الحياة الأسرية. الدفتر الجديد يحمل اسم "عقد الحياة المشتركة"، ويعكس سياسات الإدارة الذاتية التي تهدف إلى تعزيز بنية الأسرة وسط التحديات السائدة.
يأتي هذا الإجراء في إطار قوانين "الإدارة الذاتية" التي تجرّم تعدد الزوجات، مما يعني أن دفتر العائلة يتضمن خانة واحدة فقط مخصصة لزوجة واحدة. يُعَدّ هذا التحول خطوة مهمة للعديد من العائلات في المنطقة، حيث من شأنه توفير إطار قانوني واضح لتنظيم مسائل الزواج والطلاق وتسجيل الأطفال، مما يساهم في حماية حقوق الأفراد داخل الأسرة.
تصريحات المسؤولين تشير إلى أن الدفتر يهدف إلى تعزيز القيم الأسرية، حيث يراعي خصوصيات المنطقة ودواعي التغيير الاجتماعي والاقتصادي. تعكس هذه المبادرة رؤية "الإدارة الذاتية" في تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين، وتعكس تغييرًا تدريجيًا في الممارسات الاجتماعية التقليدية، التي لطالما اعتمدت على التعددية الزوجية كجزء من الأعراف السائدة.
بالإضافة إلى ذلك، يعد هذا الإعلان بمثابة رسالة إيجابية تدعو إلى الاستقرار والهدوء في القامشلي والمناطق المحيطة. في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، ينتظر الكثيرون أن تسهم مثل هذه المبادرات في تحسين حياة المواطنين وتوفير أسس قانونية تسهل التعاملات اليومية.
من الجانب الآخر، قد يواجَه هذا القرار بآراء متباينة، حيث يعتبر البعض أنه قد يمثل قيودًا على حقوق الأفراد في الرغبة بتكوين أسر متعددة، في حين يُشيد آخرون بالجهود الرامية إلى حماية النساء والأطفال من تبعات العلاقات الأسرية غير المنظّمة.
يشار إلى أن توقيع الشراكات مع المؤسسات المحلية والدولية سيكون ضروريًا لضمان نجاح هذا المشروع. يأمل المسؤولون أن يلهم إصدار "عقد الحياة المشتركة" مبادرات مشابهة في مناطق أخرى من سوريا، الأمر الذي يعكس الرغبة الملحة في بناء مجتمع متماسك يتسم بالمساواة ويعزز حقوق الأفراد.
يُعتبر "عقد الحياة المشتركة" بمثابة خطوة نحو بناء مجتمع أكثر تنظيمًا وتعاونًا تحت الإدارة الذاتية، مما يؤكد أهمية تنظيم العلاقة الأسرية في الوقت الحاضر. يتطلع المواطنون في القامشلي إلى مزيد من الإعلانات والمبادرات التي تعزز من استقرارهم وحقوقهم.
