-
بتوطين المقاتلين الأجانب.. دعوات لتهجير وإعادة هندسة ديموغرافية الساحل السوري
-
المنطقة الساحلية تمثل جزءاً استراتيجياً من سوريا يستدعي الحفاظ على تنوعها الاجتماعي والثقافي بدلاً من التلاعب بتركيبتها السكانية لأهداف أيديولوجية متطرفة

استعرض الشرعي السابق في جماعة هيئة تحرير الشام "يحيى الفرغلي" المصري الجنسية والمقيم حالياً في سوريا، أفكاراً متطرفة في مقال نشره بعنوان "الساحل ليس مهما!!"، حث فيه على توطين من وصفهم بـ"المجاهدين" وعائلاتهم وخصوصاً الأجانب منهم في المنطقة الساحلية السورية لإحداث تحول ديمغرافي دائم فيها.
وتضمن المقال تصريحات عنصرية حيث كتب الفرغلي: "نعم أقصد كل كلمة في العنوان بحذافيرها، فالساحل استوطن فيه العنصرية منذ قرون ويتمركز جذورهم في الجبال"، واصفاً المنطقة بأوصاف تحريضية تدعو للاستيلاء عليها.
وأبرز الفرغلي الأهمية الجيوسياسية للساحل السوري قائلاً: "وساحل بحر استراتيجي تتوفر فيه الجغرافية الفريدة على مستوى الأرض قاطبة، مع وفرة في الغذاء والماء"، مشدداً على أن "الموقع الجيوسياسي للساحل السوري... فهي إذاً أقوى منطقة محصنة بسوريا كلها”.
واعتبر الفرغلي في مقاله أن الساحل السوري "زبدة سوريا"، موضحاً أنه "مهم للغاية" وأن المنطقة بين اللاذقية وطرطوس تعد "طرطوس إلى قريب حمص، أفضل مناطق سوريا، سواء من ناحية الحفاظ على البنية التحتية”.
وطالب الفرغلي بصراحة بـ"توطين المجاهدين وأسرهم فيه خاصة المهاجرين لسهولة انتقالهم اجتماعياً"، داعياً إلى "تغيير #ديموغرافيا المكان للأبد"، معتبراً ذلك فرصة تاريخية يجب استغلالها.
وتشير هذه الدعوات المتطرفة إلى نهج خطير يتناقض مع ضرورة الحفاظ على التنوع المجتمعي في سوريا وتأسيس نظام حكم يضمن حقوق جميع المكونات، بدلاً من النهج المركزي الذي كان سائداً في ظل النظام السابق والذي أدى إلى تركيز السلطة بيد فئة محددة والتحكم بمصير البلاد بشكل استبدادي.
ويعكس هذا المقال استمرار نهج الإقصاء والتطرف الذي تتبناه بعض الجماعات المتشددة، والذي يتعارض مع طموحات السوريين في بناء دولة تعددية ديمقراطية تقوم على مبادئ المواطنة المتساوية والحكم الرشيد الذي يضمن تمثيل جميع الأطياف والمكونات.
ليفانت-متابعة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!