-
روسيا تنتقد الشروط الأمريكية الجديدة لاتفاق نووي مع طهران
-
تصريحات وزير الخارجية الروسي تكشف عن تعقيدات دبلوماسية متزايدة في ملف النووي الإيراني وتعارض المصالح بين القوى الدولية المؤثرة في المنطقة

أفصح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال حوار صحفي أجري، الأربعاء، بالعاصمة موسكو، عن مطلب أمريكي بإيقاف أنشطة المجموعات المرتبطة بإيران كشرط للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، مؤكداً استمرار التواصل الروسي مع الجانب الأوروبي بهدف إعادة إحياء هذا الاتفاق.
وأوضح لافروف في المقابلة المنشورة على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تدعم إطاراً يفضي إلى "تطوير الاتفاق النووي"، لكنه عبّر عن انزعاجه من تمسك الولايات المتحدة بفرض اشتراطات سياسية، من ضمنها إنهاء الدعم الإيراني لبعض الجماعات في العراق ولبنان وسوريا، معتبراً هذه الاشتراطات "مزعجة ومثيرة للقلق".
وأبرز أن واشنطن تطالب طهران بوقف مساندتها لبعض الجماعات في الشرق الأوسط كـ"شرط أساسي لاتفاق نووي جديد".
وفي الوقت الذي تتحدث فيه الإدارة الأمريكية عن اتفاق نووي جديد، شدد هذا المسؤول الروسي البارز على أن بلاده ما زالت متمسكة بالحفاظ على الاتفاق النووي الحالي وتنفيذه، وهو الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة إبان الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.
وتابع لافروف: "الأمر المقلق هو أن هناك إشارات تدل على أن الأميركيين يرغبون في ربط الاتفاق الجديد بشروط سياسية معينة، من بينها اتخاذ ترتيبات يمكن التحقق منها، تُثبت أن إيران قد أوقفت دعمها لحلفائها في العراق ولبنان وسوريا وأي مكان آخر"، وهي شروط وصفها وزير الخارجية الروسي بأنها "غير قابلة للتحقيق".
وبخصوص أسباب قلقه، يرى رئيس الدبلوماسية الروسية أن جميع دول المنطقة "عززت نفوذها خارج أراضيها، ولديها مشاريع وبرامج اقتصادية وإنسانية في مناطق أخرى، بما في ذلك شمال إفريقيا، بل إنها تلعب دور الوساطة في بعض الأزمات مثل الأزمة في السودان"، مضيفاً أن "استثناء إيران وحدها من هذا الحق في توسيع نفوذها غير واقعي، في حين يُسمح للدول الأخرى بممارسة نفوذها في مختلف المناطق".
وعقب وصول أنور قرقاش، المستشار السياسي لرئيس الإمارات العربية المتحدة، إلى طهران حاملاً رسالة من ترامب إلى المسؤولين الإيرانيين، حيث استقبله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، في لقاء مع طلاب إيرانيين، رفضه شروط الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أنه لم يطلع على رسالة ترامب بعد.
وصرح خامنئي: "أود أن أوضح أنه إذا كان الهدف من التفاوض هو رفع العقوبات، فإن التفاوض مع هذه الإدارة الأميركية لن يؤدي إلى ذلك، بل لن يُرفع الحظر، بل سيجعل (التفاوض) العقوبات أكثر تعقيداً، وسيزيد من الضغوط، لذا التفاوض مع هذه الإدارة لن يؤدي إلا إلى تصعيد الضغوط".
واستكمل: "قبل أيام قليلة، ذكرت خلال لقائي مع المسؤولين أن الإدارة الأميركية تطرح مطالب وشروطاً جديدة وتوقعات متزايدة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً مما هو عليه اليوم، لذا، فإن التفاوض لن يحل أي مشكلة، ولن يفك أي عقدة".
ومن المعروف أن ترامب، ومنذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، أبدى استعداده للتفاوض مع إيران من ناحية، بينما هدد بفرض عقوبات مشددة من ناحية أخرى، كما لم يستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري ضد طهران.
ويعتقد المحللون أن الرئيس الأميركي يسعى لاتفاق جديد يكون طويل المدى - حيث ينتهي الاتفاق الحالي في 2030 - وأن يشمل البرنامج الصاروخي الباليستي والسياسة الإقليمية الإيرانية.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!