الوضع المظلم
الأربعاء ١٢ / مارس / ٢٠٢٥
Logo
  • مجلس الأمن يناقش اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب.. وغروسي يحذر

  • تعكس الدعوات المتزايدة لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران قلقاً متنامياً من نوايا النظام الإيراني واستمراره في التهرب من التزاماته الدولية وتطوير برنامجه النووي
مجلس الأمن يناقش اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب.. وغروسي يحذر
Image by Qubes Pictures from Pixabay

يخطط مجلس الأمن الدولي، غداً الأربعاء، لاستضافة جلسة مغلقة لاستعراض قضية تنامي رصيد إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، وفقاً لما أوردته وكالة "رويترز"، في تحرك يجسد المخاوف العالمية المتصاعدة من تطلعات طهران النووية.

وبادرت ست دول ضمن أعضاء مجلس الأمن الـ15، تشمل فرنسا واليونان وبنما وكوريا الجنوبية وبريطانيا والولايات المتحدة، بالمطالبة بانعقاد هذه الجلسة، مما يوحي بإجماع عالمي متزايد حول محدقات البرنامج النووي الإيراني.

وكشف دبلوماسيون لوكالة "رويترز" عن نيتهم المناداة كذلك بأن يستعرض المجلس مستوى امتثال إيران لتقديم "البيانات الضرورية لإيضاح المسائل المعلقة المرتبطة بالمواد النووية غير المصرح بها التي تم رصدها في عدة منشآت داخل إيران" إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إيماءة إلى استمرارية سياسة التضليل والمراوغة التي تنتهجها طهران.

ولم تسارع البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة حتى الآن بإطلاق أي تصريح بخصوص هذا النبأ، في سكوت يعكس إحراج الموقف الإيراني.

وأخطرت الترويكا الأوروبية، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مجلس الأمن بجاهزيتها، حال الاقتضاء، لاستئناف تطبيق عقوبات عالمية على إيران لحجبها عن اقتناء سلاح نووي، في موقف يؤكد جدية المقاربة الأوروبية للتهديد الإيراني.

ويحتل عنصر الزمن في هذا المضمار أهمية مضاعفة، حيث إن فترة نفاذ واجبات إيران طبقاً للاتفاق النووي، استناداً إلى القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 20 يوليو (تموز) 2015، أصبحت تقترب من خواتيمها، ولم يبق أمام الأطراف الموقعة على الاتفاق إلا ثمانية أشهر حتى أكتوبر (تشرين الأول) القادم، لتفعيل "آلية الزناد" أي استعادة تطبيق العقوبات العالمية الملغاة على طهران، وفي هذا السيناريو لا تستطيع الدول المتمتعة بحق النقض عرقلة تنفيذ "آلية الزناد".

ومن ناحيته، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيهات لممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بالتنسيق مع شركاء واشنطن لاستعادة تطبيق العقوبات والقيود العالمية على إيران، في مبادرة تقوي الجهود الدولية لاحتواء الخطر الإيراني.

ومن جهتها، نوهت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الأحد السابق، بأنه "يتعين علينا تبني نهج أشد صرامة تجاه إيران"، مركزة على حتمية التنسيق مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بطهران، في تأكيد على التوافق الأوروبي الأمريكي بشأن مخاطر السلوك الإيراني.

وأثناء حوار صحفي، استعرضت كالاس طبيعة البرنامج النووي الإيراني ودور طهران الإقليمي، كما استجابت لاستفسار حول التوترات الأخيرة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معلنة: "طالما اعتبرنا أنفسنا حلفاء أوفياء، وكنا على الدوام أصدقاء وشركاء، وتعاوننا في ملفات متعددة، بما فيها أوكرانيا وغرب آسيا، ونلاحظ اليوم تعاوناً بين دول مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، وأعتقد أن هذه إحدى اللحظات التي يجدر بنا فيها العمل كشركاء عبر المحيط الأطلسي".

وفي سياق مرتبط، أطلق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، مؤخراً تحذيرات باعثة على القلق عبر حوار مع شبكة "بلومبرغ" حيث لفت إلى أن العقوبات لم تثبت نجاعتها، حيث استطاعت إيران بوضوح تجاوزها، منوهاً إلى أن البرنامج النووي الإيراني شهد توسعاً ملحوظاً، خصوصاً منذ عام 2018.

واستعرض غروسي تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمستويات مخزون اليورانيوم الإيراني، وأشار إلى أن تقارير المفتشين الدوليين الحديثة أظهرت ارتفاعاً بنسبة 50% في مخزون اليورانيوم عالي التخصيب خلال الفصول الثلاثة المنصرمة، في علامة على تسارع مقلق في البرنامج النووي الإيراني.

واستطرد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن مستوى المخزون الراهن يختصر الفاصل الزمني بين إيران وتصنيع كمية من الوقود الكافي لإنتاج رأس نووي ليصبح "مجرد أيام معدودة"، مما يمثل تحدياً مباشراً للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!