-
الأزمة الأمريكية الهندية

أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا بفرض رسوم جمركية بواقع ٢٥%، إضافة إلى غرامات- على الصادرات الهندية إليها، ويسري القرار من ١ أغسطس ٢٠٢٥.
كانت الأسباب هي: استمرار الهند في استيراد ٤٥% من احتياجاتها النفطية من روسيا، وعلاقتها الاقتصادية الوطيدة مع إيران، وكونها عضوا رئيسا في منظومة بريكس التي تسعى لإنهاء هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.
- يأتي هذا التطور بعد أيام قلائل من إرغام أمريكا الاتحاد الأوروبي على القبول بضريبة جمركية بواقع ١٥% على صادراته إلى أمريكا في مقابل صفر بالمئة تقريبا على الصادرات الأمريكية إلى أوروبا.
لم يكن الرد الهندي الأوّلي بمقاربة سياسية إذ آثرت الحكومة الهندية التواصل الدبلوماسي الهادئ بعيدا عن إصدار قرار يرفع من غضب ترامب المشهور بعدم قبول التحدي، وأضافت إلى ذلك قرارا يعبر عن الاستياء بالامتناع عن طلب مقاتلات أف ٣٥ الأمريكية.
لكن الرد المؤثر جاء بإعلان -غير مباشر- عن مناورات بحرية ضخمة تجمع روسيا والصين بالقرب من ميناء فلاديفوستوك بالغ الحساسية الاستراتيجية بالنسبة لأمريكا.
حتى الآن دعم روسي واضح للهند إزاء الخطوة الأمريكية، وحتى الصين العدو/الصديق من المتوقع أن تتخذ موقفا داعما نسبيا للهند باعتبارهما من أعضاء بريكس.
هل ترضخ الهند للإملاءات الأمريكية أم ترفضها جملة وتفصيلا؟
الخياران كلاهما مُر للهند، فالرضوخ سيحولها فعليا من إحدى القوى الكبرى في العالم إلى أضحوكة. أما الرفض البات فسيجعل ترامب يُصعّد من جانبه في محاولة لإرغام الهند كما نجح مع الاتحاد الأوروبي مؤخرا، وبالفعل أوضحت الإدارة الأمريكية توجهها نحو فرض المزيد من الضغط بإعلانها عن دعم باكستان في تطوير حقولها النفطية.
من السيناريوهات الأخرى التي يتوقع أن تلجأ إليها الهند التهديد -بطريقة عليّ وعلى أعدائي- التهديد بإعادة النظر في مشروع ممر الهند-الشرق الأوسط- أوروبا، ولكن ذلك يتطلب تفاهمات هندية- صينية استراتيجية تعلو على المسائل الخلافية الكبرى بين البلدين، وهنا تساؤل ما إذا كان بوسع روسيا، أو حتى رغبتها، التقريب بين الجارين المتشاكسين.
الشيء المؤكد أن الأيام القادمة ستكون حُبلى بالتطورات الدراماتيكية في هذا الملف الجيوبولوتيكي فائق الحساسية.
معتصم الحارث الضوّي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!