الوضع المظلم
السبت ١٥ / مارس / ٢٠٢٥
Logo
  • بوتين يوافق مشروطاً على الهدنة.. وأوروبا ترسم "خطوطاً حمراء" للحرب

  • رفض الاتحاد الأوروبي لفكرة التنازلات الإقليمية يؤكد أن مستقبل أوكرانيا لن يُحسم دون إشراك الأوروبيين، مما يزيد من تعقيد أي تسوية محتملة
بوتين يوافق مشروطاً على الهدنة.. وأوروبا ترسم
الحرب الأوكرانية \ تعبيرية \ متداول

في ظل موقف روسي متردد تجاه الهدنة الأميركية المؤقتة مع أوكرانيا، عاد الاتحاد الأوروبي إلى الواجهة بتصعيد جديد، معلناً نيته فرض عقوبات إضافية على شخصيات وكيانات روسية، إلى جانب مقترحات لتقليل الاعتماد على شبكة "ستارلينك" في أوكرانيا.

وبحسب تقرير لموقع "يورو أكتف"، طلبت حكومات دول الاتحاد الأوروبي من مزودي خدمات الاتصالات الفضائية البحث عن بديل أوروبي لشبكة "ستارلينك"، وسط مخاوف من احتمال قيام مالكها، إيلون ماسك، بإيقاف الخدمة التي تعتمد عليها القوات الأوكرانية في اتصالاتها العسكرية والتحكم بالطائرات المسيّرة.

ووفقاً لوثيقة صادرة عن المفوضية الأوروبية، يجب على الاتحاد تمويل عملية توفير هذه الخدمات من خلال مزودين أوروبيين، مشيراً إلى أن "يوتلسات" الفرنسية هي الجهة الوحيدة حالياً القادرة على تقديم هذه الخدمة. وبينما تمتلك "ستارلينك" نحو 40 ألف محطة في أوكرانيا، لا تمتلك "يوتلسات" سوى 2000 محطة، مع استعداد 4000 محطة إضافية للعمل.

وفي سياق متصل، أكدت أربع شركات أوروبية للاتصالات الفضائية أنها بدأت بدراسة إمكانية تقديم خدمات بديلة لأوكرانيا في حال توقف شبكة "ستارلينك".

الاتحاد الأوروبي يحدد "خطوطاً حمراء"

وسط تصاعد التوتر، حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من أن أي اتفاق محتمل بين روسيا وأوكرانيا لا يمكن أن يتم دون مشاركة الاتحاد الأوروبي، مشددة على أن وحدة الأراضي الأوكرانية تمثل خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه. وأضافت أن أي اتفاق برعاية أميركية لن يكون كافياً دون إشراك الأوروبيين، معتبرة أن بعض "أوراق التفاوض الأساسية" لا تزال بيد الاتحاد الأوروبي.

وحول الموقف الروسي من مقترح الهدنة الأميركية، رجحت كالاس أن توافق موسكو عليه بشروط، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الحلفاء بأن روسيا قد تستخدم الهدنة كتكتيك لإطالة أمد الحرب عبر "التشويش على العملية التفاوضية".

الموقف الروسي من الهدنة.. قبول بشروط

بالتزامن مع التصعيد الأوروبي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تمانع وقف إطلاق النار، لكنه اشترط أن يكون ذلك خطوة نحو "سلام طويل الأمد" يعالج جذور الصراع. واعتبر أن الهدنة قد تمنح أوكرانيا فرصة لإعادة ترتيب صفوفها، خصوصاً في ظل التقدم العسكري الروسي الحالي، مشيراً إلى التطورات الأخيرة في منطقة كورسك.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه موسكو زيارة مبعوث الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حيث يعتزم ستيف ويتكوف لقاء مسؤولين روس لمناقشة المقترح الأميركي للهدنة.

التنازلات الأوكرانية.. مطلب روسي رئيسي

يرى مراقبون أن موسكو قد تضع شروطاً صارمة لقبول الهدنة، من بينها اعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على المناطق الأربع التي ضمتها مؤخراً، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014. كما تطالب روسيا بتخلي أوكرانيا عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو أحد الأسباب التي أشعلت الحرب المستمرة منذ عامين.

ومع تزايد الضغوط الدولية والتباين في المواقف بين روسيا والغرب، يبقى مصير الهدنة الأميركية رهناً بتطورات الميدان والتفاعلات الدبلوماسية في الفترة المقبلة.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!