-
تصاعد التحركات العسكرية الأمريكية في سوريا
شهدت الساحة السورية، وخاصة في شمال وشرق البلاد والبادية، خلال الأشهر الماضية، تصعيدًا ملحوظًا في التحركات العسكرية للأمن لقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة. يأتي ذلك في ظل بيئة أمنية معقدة تتداخل فيها ملفات الصراع الإقليمي والدولي.
تنوّعت هذه التحركات بين إدخال تعزيزات عسكرية ولوجستية عبر الجو والبر، وتنفيذ تدريبات ومناورات مشتركة مع "قوات سوريا الديمقراطية"، بالإضافة إلى عمليات ملاحقة لخلايا تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد صاحب ذلك إعادة تموضع وانسحابات جزئية من قواعد استراتيجية في دير الزور والحسكة.
وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال الفترة من كانون الثاني حتى كانون الأول، هبوط عشرات طائرات الشحن العسكرية في قواعد التحالف، بالإضافة إلى دخول الآلاف من الشاحنات المحمّلة بالمعدات العسكرية عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، حيث توزعت هذه الشحنات على قواعد رئيسية مثل خراب الجير، قسرك، تل بيدر، الشدادي، الرميلان، وحقل العمر النفطي.
رافق هذه التعزيزات تنفيذ عشرات التدريبات العسكرية، بعضها وُصف بالأوسع منذ عام 2021، وذلك بمشاركة "قسد" في قواعد متعددة بشمال وشرق سوريا. حيث سجل المرصد هبوط 105 طائرات شحن واستقدام 2403 شاحنات عسكرية ولوجستية، بالإضافة إلى إجراء 88 تدريبًا عسكريًا منذ بداية العام.
بالتوازي مع ذلك، شهد شهر نيسان تحركات ملحوظة تمثلت في انسحاب وإعادة تموضع موسعة للمعدات والآليات العسكرية من قاعدتي حقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز إلى محافظة الحسكة، مما يعكس ترتيبات جديدة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا. كما تزامنت هذه التحركات مع تصاعد التهديدات للقواعد الأمريكية، عبر صواريخ وطائرات مسيّرة يُعتقد أن ميليشيات مدعومة من إيران تقف خلفها.
وخلال شهر حزيران، كان هناك انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية من قاعدتين بارزتين في ريف دير الزور الشرقي، وسط تحليق مكثف لطيران التحالف. كما زادت اللقاءات المشتركة مع وجهاء العشائر والممثلين المحليين، الأمر الذي يعكس رغبة التحالف في تعزيز وجوده العسكري والبحث عن استراتيجيات جديدة.
في تطور ملفت، أكدت مصادر خاصة للمرصد السوري أن الولايات المتحدة تخطط لتوسيع نطاق انتشارها في البادية السورية، حيث تعمل على السيطرة على مطارات عسكرية وإنشاء قواعد جديدة تحت إشرافها المباشر.
كما شهد كانون الأول هجومًا أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين في تدمر، مما يشير إلى تزايد الاختراقات الأمنية في تلك المنطقة.
وفيما يلي التوثيق الزمني المفصل للتحركات العسكرية:
كانون الثاني:
هبطت 23 طائرة شحن، ورصد دخول 260 شاحنة عبر معبر الوليد، مع تنفيذ تدريبات عسكرية.
شباط:
وثق المرصد 9 طائرات شحن و231 شاحنة، بالإضافة إلى إجراء 7 تدريبات عسكرية.
آذار:
هبطت 10 طائرات شحن واستقدمت قوات التحالف 126 شاحنة، مع إجراء 5 تدريبات.
نيسان:
سجل المرصد 8 طائرات شحن و344 شاحنة، والبدء بإعادة تموضع المعدات.
أيار:
دخلت 324 شاحنة عبر الحدود، و6 طائرات شحن، بالإضافة إلى إجراء 8 تدريبات عسكرية.
حزيران:
استقدمت 153 شاحنة و3 طائرات شحن، مع انسحاب مفاجئ من قاعدتين.
تموز:
هبطت 7 طائرات شحن و244 شاحنة، مع إجراء 10 تدريبات عسكرية.
آب:
سجل المرصد 10 طائرات شحن و250 شاحنة، بالإضافة إلى 14 تدريبًا عسكريًا.
أيلول:
دخلت 4 طائرات شحن و221 شاحنة، وتم إجراء 6 تدريبات عسكرية.
تشرين الأول:
هبطت 8 طائرات شحن واستقدمت 100 شاحنة، مع تنفيذ 8 تدريبات موسعة.
تشرين الثاني:
وثق المرصد 16 طائرة شحن و90 شاحنة، مع زيارة لقاعدة التنف.
كانون الأول:
هبطت 11 طائرة شحن و46 شاحنة
المصدر: المرصد السوري
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!

