الوضع المظلم
الثلاثاء ١٦ / سبتمبر / ٢٠٢٥
Logo
تقرير لرويترز.. سوريا على حافة الانهيار الداخلي
رئيس سوريا.. أحمد الشرع

على مدار الأشهر التسعة الماضية، حقق الرئيس السوري أحمد الشرع انتصارات دبلوماسية مهمة، إذ نال اعترافًا دوليًا ودعما غير متوقع من قبل القوى الكبرى، وأعادت بعض الدول علاقاتها مع دمشق. إلا أنه يواجه الآن أخطر اختبار للحفاظ على وحدة بلاده الممزقة، مع تصاعد التوترات بين مختلف المكونات الطائفية والعرقية، وتهديدات الانقسام الداخلي الخانقة.

في الشمال الشرقي، تصر القوات الكردية على رفض الاندماج الكامل مع الدولة السورية بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب الأهلية، مطالبين بدستور يضمن حقوقهم، بينما يلوح في الأفق احتمال عودة الصراع إذا فشلت مفاوضات التهدئة. في الجنوب الشرقي، يطالب أفراد الطائفة الدرزية بعلانية بالاستقلال، وسط اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية، وتدخلات إٍسرائيلية واضحة دعما للجماعات الدرزية، مما يزيد من الانقسام ويهدد استقرار المنطقة.

وفي الشمال الغربي، يُعد موقف الطائفة العلوية هو الأكثر هشاشة، حيث تحذر الشخصيات القيادية من أن إدارة الشريعة تُهدد بقاءهم، خاصة بعد مذبحة مارس التي أدمت المجتمع العلوي، وتذكر السكان المحليون كيف تسببت العمليات العسكرية والمذابح في زعزعة الثقة بالمؤسسات الرسمية، ودفعت الكثيرين منهم إلى الدعوة للانفصال أو الهجرة.

وخلال رحلة استقصائية حديثة، زارت رويترز معاقل الأقليات، وشهدت عن قرب مدى الغضب والاستياء الذي يعتري المجتمع، حيث يتهم الكثيرون الحكومة بتعزيز الانقسامات الطائفية، بينما تواصل فصائل عديدة إدارة نقاط تفتيش وتتولى شؤونها بشكل شبه مستقل، في مشهد يعكس تفكك الدولة وسقوط استقرارها.

وفي السياق، تتهم الحكومة السورية إسرائيل بتغذية الانقسامات الطائفية عبر دعم الجماعات المعارضة، في محاولة لزيادة زعزعة استقرار البلاد، وهو ما تنفيه تل أبيب. أما الحكومة السورية، التي ترفض بشكل قاطع الدعوات إلى الفيدرالية أو التقسيم، فترى أن وحدة سوريا أمر لا بديل عنه، بينما يدعو العديد من قيادات الأقليات إلى حكم ذاتي أو نظام فدرالي يضمن حقوقهم.

وفي خطوة تُعبر عن التوترات المستمرة، تتراوح الآراء بين دعم السلام والإصلاح، وبين مناشدات للتهدئة ورفض التقسيم العميق، وهو ما يظهر جليًا في تصريحات الزعماء المحليين والدينيين، والذين يطالبون بفتح قنوات للحوار وإشراك جميع المكونات لإنقاذ البلاد من المجهول.

وفي الوقت الذي يواجه فيه أحمد الشرع تحديات داخلية وخارجية، لا تزال فرص التوصل إلى حل سياسي صعبة، مع تصاعد المخاطر الإقليمية، خاصة مع تزايد نفوذ تركيا ودعمها للمعارضة الكردية، وتزايد الدعوات الدولية لمراجعة الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا، قبل أن تصل البلاد إلى نقطة اللاعودة.

المصدر: رويترز

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!