-
خالد زبيدي.. ذراع اقتصادي جديد يتعاون مع مستشار في القصر الجمهوري

قبل حوالي شهر، وضع رئيس حكومة النظام السوري، حسين عرنوس، حجر الأساس لمشروع “نيرفانا السياحي” في منطقة الحجاز وسط العاصمة دمشق، في خطوة أثارت الكثير من النقاشات والانتقادات. يأتي المشروع على أنقاض مقهى الحجاز الشهير، الذي تم هدمه العام الماضي، ويهدف إلى أن يكون منشأة سياحية وتجارية تضاهي النماذج العالمية، باستثمار تصل قيمته إلى نحو 105 مليارات ليرة سورية.
ويتميز مشروع “نيرفانا” بتشجيع السياحة الفاخرة، حيث يتضمن إقامة فندق خمس نجوم على مساحة تقارب 5133 متراً مربعاً، بالإضافة إلى بناء مبانٍ تجارية وطابقية بمساحة تصل إلى 25 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يستغرق تنفيذ المشروع نحو 47 شهراً، على أن يحقق عائداً استثمارياً يمتد لمدة 45 عاماً. ووفقاً لوكالة “سانا” الرسمية، فإن هذا المشروع يعد من أكبر المشاريع السياحية في البلاد، ويهدف إلى تعافي القطاع السياحي الذي عانى سنوات طويلة من الأزمة، والانطلاق نحو إعادة إحياء واحات الرخاء والتطور.
لكن، على الرغم من أهمية المشروع، إلا أن إعلانه قوبل بانتقادات واسعة، خاصة بسبب رمزيته التاريخية وارتباطه بموقع مقهى الحجاز، الذي يعد أحد رموز المدينة القديمة وملحمة تراثية سابقة، حيث اعتبر بعض السوريين أن استبداله بمبنى حديث يُعد خسارة ثقافية وتاريخية.
الأكثر إثارة للجدل هو هوية الشركة المستثمرة، التي ظلت غامضة لسنوات، قبل أن يتم الكشف عنها بشكل رسمي خلال حفل وضع حجر الأساس. في سنوات سابقة، كانت قد أشارت وسائل إعلام إلى أن مناقصة المشروع كانت قد أُعلنت لصالح شركة “الحجاز للاستثمار السورية الخاصة”، التي لم تكن معروفة بصورة واضحة أو معروفة بأصحابها بشكل علني. وتفيد مصادر بأن المستثمرين الأساسيين في الشركة هما فادي موفق حماده وأحمد فاروق عباس، بنسبة 50% لكل منهما، لكن خلال فبراير/ شباط الماضي، ظهرت معلومات جديدة تنفي تلك الأقاويل، وتكشف عن هوية المستثمر الحقيقي.
وفي بداية يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت وكالة “سانا” أن المستثمر الرئيسي للمشروع هو رجل أعمال صاعد يُدعى خالد زبيدي، وهو شخصية اقتصادية بارزة تتمتع بنفوذ متزايد على الساحة المحلية، ووصفته الوكالة بأنه “رئيس الشركة المستثمرة في مشروع نيرفانا”. وخلال حديثه، أكد زبيدي أن “المشروع يمثل نواة لانتعاش قطاع السياحة في سوريا، وسيكون له دور محوري في دفع عجلة التطور الاقتصادي في البلاد”.
خلفية زبيدي وكانت عائلة زبيدي إحدى الأسماء غير المعروفة بشكل واسع على الساحة الاقتصادية السورية، قبل أن يبرز خلال السنوات الأخيرة كواحد من المستثمرين الكبار والوجه الجديد في مشاريع العقارات والتميز في الشراكات، من خلال تأسيس شركات متعددة في قطاعات العقارات والاستثمار.
ويعتبر زبيدي أحد أبناء حي الميدان الدمشقي، ويبلغ من العمر 46 عاماً، وبدأ مسيرته الاقتصادية عبر تأسيس شركات عقارية واستثمارية متنوعة، من بينها شركة “إبداع للاستثمارات”، و”زبيدي للتطوير”، و”عقار للاستثمار”. كما يملك مشاريع سياحية مختلفة، منها مشروع “غراند تاون” السياحي قرب مدينة المعارض في دمشق، والذي يتضمن مدينة سياحية متكاملة على مساحة ضخمة تصل إلى 2.5 مليون متر مربع.
ويؤكد زبيدي على أهمية مشاريع التطوير العقاري، ويعمل حالياً على تنفيذ مشاريع سكنية وتجارية كبيرة، منها مشروع سكني في ريف دمشق بالقرب من مطار دمشق الدولي، يتضمن تطوير 350 شقة من أصل 650، بالإضافة إلى خطة لزيادة عددها إلى حوالي 3000 شقة، وتحتوي على مرافق عديدة من مستشفيات ومدارس ومولات ومراكز خدمات متنوعة.
إلى جانب ذلك، يشارك زبيدي في مشاريع أخرى، أبرزها “مول السلام” ومشروع الفيلات على طريق المطار، بالإضافة إلى مدينة ملاهي وفندق “إيبلا”. وما يميز استثماراته هو تعامله مع شخصيات ذات نفوذ سياسي واقتصادي، حيث أظهرت التقارير أن اسم زبيدي مدرج على قوائم العقوبات الأمريكية، منذ عام 2020، كمؤيد لنظام الأسد ويشترك في علاقات مع شخصيات محسوبة على النظام.
المصدر: سوريا نت
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!