-
غياب الاحتفالات بنتائج التوجيهي في الضفة الغربية بسبب مخاوف من اعتداءات الاحتلال

على غير العادة، خلت مدن وبلدات الضفة الغربية هذا العام من مشاهد الاحتفالات الصاخبة التي عادةً ما ترافق إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي". فعلى الرغم من صدور النتائج وانتظار الطلبة وأهاليهم لهذه اللحظة بفارغ الصبر، اختارت غالبية العائلات الاكتفاء بالتهنئة في نطاق محدود، بسبب المخاوف من ردود فعل أو إجراءات قد يتخذها جيش الاحتلال.
وعادةً، تشهد الضفة الغربية مع صدور النتائج أجواء احتفالية تشمل إطلاق الألعاب النارية، وتزيين الشوارع، وتنظيم التجمعات العائلية، إلا أن هذه المظاهر غابت بشكل شبه كامل هذا العام. ويعزو الأهالي ذلك إلى التصعيد الأمني المستمر، وعمليات الاقتحام التي ينفذها الاحتلال في العديد من المدن والمخيمات، والتي تزيد من حالة التوتر والخشية من وقوع مواجهات.
وأكد عدد من أولياء الأمور أن الظروف الراهنة دفعتهم لتجنب أي نشاط قد يُفسر على أنه تجمع جماهيري، حفاظًا على سلامة أبنائهم وأفراد أسرهم. وأشاروا إلى أن الأولوية الآن هي ضمان الأمن الشخصي، حتى وإن كان ذلك على حساب الاحتفال بإنجاز تعليمي طال انتظاره.
من جانبها، أوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال كثفت من تواجدها وانتشارها على مداخل المدن والبلدات، ما عزز من أجواء الحذر لدى المواطنين. كما شهدت بعض المناطق عمليات تفتيش وحواجز مفاجئة، الأمر الذي ساهم في الحد من حركة الناس وتقييد الأنشطة الاجتماعية.
ورغم غياب الاحتفالات العامة، لم تخلُ المنازل من مظاهر الفرح البسيطة، حيث فضّل كثيرون التعبير عن سعادتهم بطرق هادئة داخل نطاق الأسرة، مثل توزيع الحلوى أو تنظيم لقاءات عائلية صغيرة. واعتبر الأهالي أن هذه الطريقة، رغم بساطتها، تعكس التضامن المجتمعي والقدرة على التأقلم مع الظروف الصعبة.
ويأمل المواطنون أن تحمل السنوات القادمة أجواء أكثر أمنًا واستقرارًا، تتيح لأبنائهم الاحتفال بإنجازاتهم التعليمية بحرية وأمان، بعيدًا عن هواجس العنف أو القيود المفروضة على حياتهم اليومية.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!