-
مخلفات الحرب السورية تهدد حياة المدنيين.. أكثر من 13 ضحية خلال أيام
لا تزال مخلفات الحرب في سوريا تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة المدنيين، حيث تنتشر الألغام والعبوات المتفجرة والصواريخ غير المنفجرة في مختلف المناطق، ما يحولها إلى واحدة من أبرز التحديات الإنسانية جراء العمليات العسكرية السابقة. هذه المخلفات تتواجد في الأراضي الزراعية، والطرقات، وحتى بالقرب من التجمعات السكانية، مما يعكس حجم الخطر المستمر على حياة السكان اليومية. وعلى الرغم من التحذيرات والمناشدات المستمرة من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية، إلا أن جهود إزالة هذه المخلفات ما تزال محدودة وغير كافية أمام اتساع رقعة المناطق الملوثة.
وفقًا لمتابعات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد توثيق مقتل وإصابة 13 مدنيًا خلال الأيام الماضية، جميعهم ضمن مناطق سيطرة حكومة دمشق. وشملت الحصيلة 6 شهداء، من بينهم أربعة أطفال، و7 جرحى، من بين الأطفال أيضًا. بينما تؤكد المصادر وقوع انفجارات أسفرت عن استشهاد وإصابة أطفال ومدنيين آخرين، نتيجة انفجار ألغام من مخلفات الحرب في عدة مناطق.
في 1 تشرين الثاني، استشهد طفل إثر انفجار لغم أثناء تواجده في الأراضي الزراعية بقرية الكركات بمحافظة حماة، بينما أصيب طفلان آخران برضوض وشظايا لغم أثناء رعيهما الأغنام في قرية الهبارية على الحدود بين ريفي دمشق والقنيطرة، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي ذات اليوم، أصيب مواطن أثناء مروره بسيارته الصهريج في ريف حمص، إثر انفجار لغم أرضي، نُقل على أثرها للمشفى.
وفي حادثة أخرى، تسبب انفجار لغم بسيارة محملة بالمادة المازوت على طريق أثريا-السلمية في مقتل شخص وإصابة ابنه البالغ من العمر ثماني سنوات، فيما قُتل طفل في ريف حلب الجنوبي بعد انفجار لغم آخر في المنطقة. وفي 4 تشرين الثاني، استُشهد مزارع في قرية الهيات شمال شرق السويداء أثناء قيامه باستصلاح أرضه، نتيجة لانفجار لغم أرضي زرعه من مخلفات الحرب. وفي 5 تشرين الثاني، قضى طفل وأصيب اثنان آخران بجروح على إثر انفجار لغم في محيط بلدة الكرك في درعا، بينما شهدت بلدة أبو ضهور في ريف إدلب الشرقي انفجار لغم أدى إلى مقتل طفل وإصابة اثنين آخرين.
يُحذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من استمرار الخطر الكبير الذي تفرضه الألغام ومخلفات الحرب على حياة المدنيين، حيث لا تميز بين طفل وبالغ، ويؤكد على ضرورة تحرك عاجل وسريع من قبل الجهات المختصة لإزالة هذه المخلفات الخطيرة وتأمين مناطق آمنة للسكان، لحماية أرواحهم من كارثة مستمرة تهدد حياتهم بشكل يومي.
