-
وأنتم الأعلون..

الإيمان هو قوة الخلق وخلق القوة، وروح الحياة وحياة الروح، والإيمان هو مصنع البطولات ومحقق المعجزات، والإيمان في كلمة واحدة ضرورة للحياة الإنسانية. يستمد المسلمون كل ذلك من النصر والظفر من الإيمان، يستمدون قوتهم وأملهم من إيمانهم بالله، وإيمانهم بنصر الله، فالإيمان يجدّد بسالتهم وعزائمهم، ويقوي إراداتهم ويستنهض هممهم، ويستثير طموحاتهم، ويشد أزرهم، ويثبت أقدامهم، ويحثهم على مواصلة الدرب ومقارعة الأعداء.
الإيمان هو الذي يفجر الطاقات الكامنة في الأمة المسلمة, فتندفع بقوة العقيدة في الله ليزرع الأعاجيب, ويصنع البطولات, وينشئ الروائع, كما رأينا ذلك في التاريخ الماضي, وفي الواقع الحاضر.
إن التضحيات والبطولات والأمجاد وذلك السيل المتدفق بالفتوحات التي أنجزها المسلمون على مر التاريخ هي في الواقع جداول تنبثق من ينبوع واحد، من ينبوع الإيمان، من هذا المحيط الكبير الذي لا نهاية له، إنها أمواج تتلاقى في شاطئ واحد، وهو شاطئ الإيمان، إن لكل مفخرة من مفاخر التاريخ الإسلامي نافذة تطل على بحر الإيمان، ولها مساس بسر الإيمان.
الإيمان هو وقود الانتصار دوما، الإيمان هو مقدمة الظفر في كل معركة، الإيمان هو المفتاح السحري لبوابة الفتوحات، فالإيمان هو المنبع الفياض لقوتنا في كل زمان، الإيمان سلاح فتاك ضد الأعداء، الإيمان هو الذي يملأ الدم حماسة وشجاعة وقوة، هذا هو الإيمان الذي يحدو المسلم إلى التضحية بماله وراحته في سبيل السلام من أجل الإنسانية.
يأتي الإيمان كقوة خارقة تكمن في داخل الإنسان، وتظهر في لحظات الشدة والمصاعب، تظهر لتحقق المستحيل، وتحقق الصعب وتحطم الحواجز، وتًكسر السدود حتى يصل الإنسان إلى ما يريد، ويُحقق أحلامه وطموحه. يأتي الإيمان كقوة دفع حقيقية كي يُكسب صاحبه القوة والشجاعة، ويلبسه حُلة الظفر والقدرة على التغيير للأفضل، ويُكسبه القوة والقدرة على التصدر للأحداث مهما عظم خطرها ومهما استفحل أمرها، فيبددها وينتصر عليها.
يساعد الإيمان في التغلب على الأزمات وصعوبات الحياة، فهو يمنح المسلم الشعور بالأمل والاطمئنان بأن المشكلات ستزول، كما يمنح الإيمان القوة في مواجهة التحديات والصبر والمثابرة على المحن، فالإيمان من المكونات الرئيسية في صناعة المستقبل.
الإيمان هو الذي يمنح الإنسان الأمان والثقة بأن كل شيء يسير بإرادة الله وحكمته. هذا هو الإيمان يجعله يشعر بأنه ليس وحيداً، الإيمان بالله يحرر الإنسان من العبودية للمادة والناس، ويمنحه كرامة وقوة داخلية. الإنسان المؤمن لا يخشى أحداً سوى الله، الإيمان يجعل الإنسان أكثر صبراً وقدرةً على مواجهة صعوبات الحياة.
الإيمان ليس مجرد شعور ديني بل هو قوة تعطي القدرة على التحمل والاستمرار مهما كانت صعوبات الحياة. وتلك القوة الداخلية التي تنبع من الثقة بالله واليقين، تمنح الإنسان القدرة على الصمود أمام الأزمات، فإن كنا نريد التماسك الاجتماعي، فلا تماسك بغير إخاء، ولا إخاء بغير إيمان. وإن كنا نريد النصر على العدو الباطل ، فلا نصر بغير أبطال، ولا بطولة بغير تضحية، ولا تضحية بغير إيمان.
الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!