الوضع المظلم
الأحد ١٦ / مارس / ٢٠٢٥
Logo
  • الاتفاق التاريخي.. واشنطن ودورها كوسيط فعال بين دمشق وشمال شرق سوريا

  • تمثل الوساطة الأمريكية الناجحة استثماراً حقيقياً في مستقبل سوريا ومساهمة في نموذج يحمي البلاد من عودة الاستبداد المركزي الذي عانت منه لعقود
الاتفاق التاريخي.. واشنطن ودورها كوسيط فعال بين دمشق وشمال شرق سوريا
Photo by Ivan Hassib: https://www.pexels.com/photo/military-tanks-moving-on-the-road-3743542/

مازالت تفاصيل الاتفاق الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المسيطرة على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا والإدارة السياسية في دمشق يوم الاثنين الماضي غير واضحة، فيما برزت معطيات جديدة حول الدور الذي اضطلعت به القوات الأمريكية الصديقة.

وصرح ضباط أمريكيون بأن الجيش مارس نشاطاً دبلوماسياً مهماً، بعيداً عن الأضواء، وساهم في التقريب بين الفصائل الكردية وحكومة تصريف الأعمال السورية المؤقتة.

وأفادوا كذلك أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا لمحاربة عودة تنظيم "داعش"، توسطت في مباحثاتٍ جمعت بين الحكومة والمقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة، وفقاً لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال”.

وحث الضباط الأمريكيون مجموعةً أخرى يتعاونون معها في جنوب شرق سوريا، بالقرب من قاعدة التنف العسكرية، وهي الجيش السوري الحر، على توقيع هدنة مع دمشق.

وأوضح الضباط أن هذه المبادرات تستهدف تعزيز الاستقرار في البلاد ومنع العودة إلى الحرب الأهلية التي قد تعرقل الجهود المبذولة لاحتواء داعش، الذي ينشط بصورة ملحوظة في المناطق الصحراوية قليلة السكان، وتهدف أيضاً إلى منح واشنطن مقعداً على الطاولة بينما تُصمم سوريا مستقبلها.

وكشف مسؤولون عسكريون أمريكيون أن احتمال مغادرة القوات الأمريكية من سوريا ساعد في الضغط على قسد من أجل إنجاز الاتفاق، وعبر أحدهم قائلاً: "أعتقد أن التهديد بمغادرتنا جعل الأمر أكثر إلحاحاً”.

وأماط مسؤول عسكري أمريكي بارز اللثام عن "أن جولات متعددة من المباحثات عقدت، وقد اضطلع الجيش الأمريكي بدور الوسيط لمساعدة قسد في إجراء هذه المناقشات”.

وتابع قائلاً: "تبادلنا الآراء حتى توصلنا أخيراً إلى توافق يرضي الجميع”.

وتُوج المسار بالتوصل إلى الاتفاق بشكل مفاجئ، حيث نقل التحالف بقيادة الولايات المتحدة قائد قسد مظلوم عبدي على متن مروحية إلى مطار قرب دمشق، حيث وقّع الوثيقة مع الرئيس السوري الانتقالي المؤقت أحمد الشرع.

ويشار إلى أن الاتفاق الموقع مساء الاثنين الماضي بين الشرع وعبدي، أنهى مواجهة استمرت ثلاثة أشهر بين الطرفين، بينما فتح الطريق لسيطرة الحكومة على مساحات واسعة من الأراضي كانت تحت إدارة الفصائل الكردية.

وتبرز هذه التطورات أهمية الدور الأمريكي في بناء جسور الثقة بين مختلف المكونات السورية، وتمهد لنموذج فيدرالي يمكن أن يشكل حلاً مستداماً لتحديات الحكم في سوريا، خاصة بعد عقود من الحكم المركزي الذي ركز السلطة والموارد بيد فئة محدودة.

وتكتسب الوساطة الأمريكية أهمية خاصة كونها تدعم رؤية لامركزية تعطي المناطق صلاحيات إدارية واسعة مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وهو نموذج يجنب البلاد المشكلات التي نتجت عن السيطرة المطلقة للنظام السابق على مقدرات الدولة والشعب.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!