الوضع المظلم
الخميس ٠٣ / يوليو / ٢٠٢٥
Logo
  • حتى لا يفتتن الحلبيون بالأصنام: ماذا حدث في ساحة سعد الله الجابري؟  

حتى لا يفتتن الحلبيون بالأصنام: ماذا حدث في ساحة سعد الله الجابري؟  
تمثال الشهداء - حلب ساحة سعدالله الجابري

في خطوة أثارت ردود فعل متباينة، أقدمت سلطات مدينة حلب على تحطيم نصب الشهداء في ساحة سعد الله الجابري، أحد أقدم وأهم الأعمال الفنية التاريخية في المدينة. وقبل حلول منتصف الليل بين الأربعاء والخميس، تمت عملية إزاحة التمثال، التي سبقها بيان رسمي أفاد بأنها "ضمن خطة إعادة تأهيل الساحة"، وأن التمثال سينقل إلى مكان آخر "لحمايته وصيانته" على يد خبراء مختصين.  

لكن البيانات الرسمية تناقضت مع الواقع، حيث اتضح أن عملية النقل كانت بمثابة تدمير كامل للنصب، إذ أُزيل بطريقة بدائية ودون احترام للرمزية التاريخية له، ما أثار انتقادات كبيرة من قبل سكان المدينة والنشطاء على حد سواء.  

 

وفي بيان صادر عن مديرية الآثار والمتاحف في حلب، أوضح أن هذا الإجراء يأتي ضمن خطة المحافظة لتوسعة الفضاء وتعزيز الفعاليات والنشاطات الشعبية، وهو ما يبرر "نقل" التمثال، في حين أن عينه يبدو أنه تعرض للتدمير بشكل متعمد وبدون توافق مع التوجيهات الفنية المتخصصة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول نية الحكومة من ذلك.  

 

التمثال الذي أنجزه الفنان الحلبي عبد الرحمن، تم وضعه في موقعه عام 1986، ويُعد رمزاً للشهداء، ومقاومة الاحتلال الفرنسي، وتحرير سوريا من الاستعمار. الأنباء عن تدميره أثارت موجة من الغضب والاستياء، خاصة وأن العمل الفني يحمل رمزية وطنية وإنسانية عميقة، وكان يُخاطب أجيالاً من السوريين منذ أكثر من ثلاثين عامًا.  

ويظل السؤال مفتوحًا حول دوافع خطوة التدمير تلك، وما إذا كانت تهدف فعلاً إلى إعادة تأهيل الساحة، أم أن هناك أبعادًا أعمق تتعلق بمحاولات طمس التاريخ والهوية الوطنية، خاصة في ظل استياءٍ شعبي من التعامل مع رموز الوطن وتراثه الفني.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!