-
حملة اعتقالات واسعة في الساحل السوري
في مشهد يكشف عن ازدواجية صارخة في تعامل السلطات السورية مع المواطنين، أطلقت حملة اعتقالات طالت شخصيات بارزة من الطائفة العلوية، بما في ذلك رئيس المجلس العلوي في طرطوس ورئيس المجلس في اللاذقية، إلى جانب الكاتب أكثم ديب وعشرات المواطنين. جاء هذا الإجراء على خلفية مشاركتهم في مظاهرات سلمية دعا إليها الشيخ غزال غزال، والتي هدفها المطالبة بالإفراج عن المعتقلين وإعادة المفصولين، بالإضافة إلى التأكيد على الحقوق المشروعة للمجتمع المحلي.
المفاجئ والمستفز هو أن الجهات الرسمية لم تتحرك ضد المحرضين والمسلحين الذين ظهرت عليهم الأدلة بالصوت والصورة، حيث هددوا وشتموا أبناء الطائفة العلوية وأكدوا ولاءهم للنظام من دون أي مساءلة. هذه الازدواجية تكشف عن سياسة انتقائية تتسم بالقمع والعنف من جهة، والتساهل مع الموالين من جهة أخرى.
يجدر التساؤل: هل أصبح الولاء للنظام هو المعيار الحقيقي للعدالة في سوريا؟ وكيف يمكن للسلطات أن تتحدث عن القانون والمساواة بينما تغلق أبوابها في وجه أي صوت سلمي يعبر عن مخالفته لسياساتها؟ هذه الازدواجية تهدد ثقة المواطنين بالمؤسسات، وقد تزرع بذور الانقسام داخل المجتمع، وتضع مستقبل البلاد على حافة الفوضى.
يوم أمس، شهدت مدينة اللاذقية انتشارًا أمنيًا مكثفًا عقب قرار قيادة الأمن الداخلي بفرض حظر تجوال، وذلك بعد حدوث أعمال عنف رافقت المظاهرات احتجاجًا على الأوضاع. وحسب بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان، انتشرت الحواجز الأمنية في عدة أحياء من المدينة مع تسيير دوريات مكثفة وسط توتر أمني عقب تسجيل احتكاكات وأعمال تخريب خلال وبعد المظاهرات.
ووفقًا لمصادر محلية وشهود عيان، تحولت مدينة اللاذقية مساء الاثنين إلى مسرح للفوضى وأعمال التخريب التي قام بها مؤيدو السلطة، التي عُرفت بالـ"شبيحة"، والذين استخدموا العنف الطائفي كرد فعل على المظاهرات السلمية التي دعا إليها الشيخ غزال غزال. وقاموا بالتنقل بين الأحياء ذات الغالبية العلوية، حاملين العصي والسواطير، وتهجموا على أبناء الطائفة.
ذكرت المصادر أن أعمال التخريب شملت تدمير الممتلكات الخاصة والعامة، حيث تعرضت محلات تجارية، وخاصة محلات الهواتف المحمولة، للسرقة. كما تم تكسير زجاج السيارات ورفعها في الشوارع، مما تسبب في أضرار جسيمة.
كل هذه الأحداث تشير إلى أن الفوضى لم تكن مجرد رد فعل عفوي، بل كانت مدفوعة بنزعة انتقامية تخريبية. ورغم وجود عناصر الأمن العام في المنطقة، لم تتمكن من السيطرة على الوضع، مما ساهم في تصعيد الموقف إلى مستويات خطيرة.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!

