-
دوريات مشتركة.. تنسيق أمني بين دمشق وقسد والتحالف الدولي
-
يشير التنسيق الأمني بين الأطراف المختلفة إلى تحول استراتيجي في خريطة السيطرة العسكرية شمال سوريا مع تراجع ملحوظ للوجود التركي
تمركزت عناصر تابعة لوزارة الدفاع السورية، خلال الفترة القليلة الماضية، على نقاط الاشتباك الفاصلة بين مناطق "الإدارة الذاتية" ومناطق "نبع السلام" شمالي الرقة، بالتزامن مع تسيير دوريات مشتركة ضمت عناصر من "قسد" وقوات من التحالف الدولي، في مسعى يهدف إلى ضبط المشهد الأمني وتحسين الاستقرار في المنطقة.
ويبدو هذا التطور مؤشراً على تفاهمات جديدة بين الأطراف المتنافسة، في ظل تحولات عميقة قد تغير موازين القوى في المنطقة.
وتزامن هذا المستجد مع تحركات ميدانية بارزة، تجسدت في تخفيض القوات التركية لتواجدها العسكري في ثلاث قواعد أساسية على خط التروازية بريف عين عيسى، وهي: شركراك، كونازدا، وكفيفة، حيث نقلت جانباً من قواتها باتجاه العمق التركي.
وتشير هذه التغييرات إلى احتمالية وجود ترتيبات إقليمية جديدة تتبلور في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا.
واستناداً للمصادر، برز انتشار هذه الدوريات ضمن جهود لضبط الأوضاع الأمنية وتدعيم الاستقرار في المنطقة، وقد تعكس هذه التحركات تحولاً نحو إيجاد صيغة توافقية بين مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة.
وتواكبت هذه التحركات مع مغادرة عدد من فصائل "الجيش الوطني السوري" من مناطق نبع السلام وتل أبيض، في تطور عسكري ملفت، ويمثل هذا الانسحاب مؤشراً على تغيرات محتملة في خارطة السيطرة والنفوذ في المنطقة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أوضح، يوم أمس، في تحرك ميداني لافت وغير مسبوق، شهدت مناطق شرق بلدة عين عيسى وخط الـ M4 وصولاً إلى منطقة التروازية في ريف الرقة، جولة مشتركة ضمت وفداً من التحالف الدولي، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وممثلين عن حكومة دمشق.
وتعتبر هذه الجولة المشتركة تطوراً استثنائياً يؤشر إلى تنسيق أمني متزايد بين أطراف كانت متباعدة في السابق، وبحسب المصادر، امتدت الجولة لمواقع متقدمة على خط التماس، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف للعناصر.
وتأتي هذه الخطوات كجزء من مساعٍ ميدانية لترتيب أوضاع المنطقة التي تشهد حساسية خاصة، وتندرج هذه الجولة ضمن تنسيق أمني وتفاهمات ميدانية تتعلق بالمنطقة، التي تعاني توتراً وحساسية نظراً لقربها من خطوط الجبهة وموقعها الحيوي على طريق الـ M4 الاستراتيجي.
ليفانت-وكالات
