-
شيخ حموي يدرب قاصرين على استخدام السلاح برعاية رسمية
-
تبرز هذه الحملة التدريبية تداخلاً إشكالياً بين المؤسسات الدينية والعسكرية، مما يعكس خللاً في الفصل بين الاختصاصات المؤسساتية وسط ظروف استثنائية
أطلق الشيخ عبد الناصر علوان الملقب بـ"أبو إسلام الحموي" فعالية تدريبية على استخدام السلاح تحت إشراف ومساندة مديرية الأوقاف في محافظة حماة، حيث أظهرت الصور المتداولة وجود عدد من الأطفال القاصرين ضمن صفوف المشاركين.
وتثير هذه الظاهرة تساؤلات جوهرية حول الحدود الفاصلة بين العمل الدعوي والتدريب العسكري، خاصة عندما يتعلق الأمر بفئة عمرية تحتاج إلى حماية خاصة.
ويبدو أن هذه الحملة التي وصفت بـ"الدعوية" أخذت منحى غير تقليدي من خلال تضمينها تدريبات على استخدام الأسلحة النارية، مما أثار موجة من الجدل والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تظهر هذه الفعالية تداخلاً لافتاً بين المؤسسات الدينية والعسكرية في ظل ظروف استثنائية تشهدها المنطقة.
وانقسمت الآراء بشكل واضح حول هذه الفعالية، إذ اعتبر البعض أنها تدخل في إطار التدريب وليس التجنيد، بينما رأى آخرون أنها تمثل انتهاكاً لحقوق الطفل وتعريضاً له لأفكار وممارسات لا تتناسب مع مرحلته العمرية.
ويعكس هذا الجدل حالة الاستقطاب التي تعيشها المنطقة وتباين وجهات النظر حول أساليب التربية وحماية النشء.
وأشار منتقدو هذه الظاهرة إلى التناقض بين الانتقادات الموجهة لجهات أخرى بسبب تجنيد القاصرين، في حين يتم السماح بمثل هذه الممارسات تحت مظلة مؤسسات رسمية.
ويرى مراقبون أن إشراك الأطفال في أنشطة عسكرية يحمل مخاطر نفسية وتربوية عميقة، بغض النظر عن الجهة المنظمة.
ودافع مؤيدو الفعالية عن حق الأطفال في تعلم مهارات الدفاع عن النفس، مستشهدين بنماذج من التاريخ الإسلامي وبممارسات مشابهة في دول أخرى، لتطرح هذه القضية إشكالية أعمق تتعلق بمفهوم الطفولة وحدود المسؤولية في مجتمع يعاني من تداعيات صراع ممتد.
وتكشف هذه الحادثة عن تداخل غير منضبط في صلاحيات المؤسسات، حيث تجاوزت مديرية الأوقاف دورها التقليدي في الإشراف على الشؤون الدينية إلى دعم أنشطة ذات طابع عسكري.
وينتظر أن تثير هذه القضية المزيد من النقاش حول الإطار القانوني والأخلاقي لمثل هذه الممارسات، وسط دعوات لحماية الأطفال من الزج بهم في أجواء غير مناسبة لمرحلتهم العمرية.
ليفانت-متابعة
