الوضع المظلم
الجمعة ٠٤ / يوليو / ٢٠٢٥
Logo
  • شهادة مدوية لـ علوية ناجية من اغتصاب وبيع في إدلب

  • شهادة لمجلة (The Spectator ) مجلة سياسية أسبوعية بريطانية
شهادة مدوية لـ علوية ناجية من اغتصاب وبيع في إدلب
استهداف الساحل السوري

تعيش المجتمعات العلوية في سوريا في ظل موجة من الخوف والهلع، نتيجة لارتفاع وتيرة عمليات الاختطاف واحتجاز النساء والفتيات كسبايا، أو عبيد جنسيين، على يد ميليشيات موالية وخلايا جهادية. فوسط عمليات انتقامية وصراعات طائفية مستمرة، يشير نشطاء حقوق الإنسان إلى أن عدد النساء والفتيات المختطفات يتراوح بين 50 و60، في حين أن الضحايا الحقيقيين قد يكونون أكثر بكثير، خاصة مع استمرار العنف الطائفي وتصاعد عمليات القتل والتصفية.

ومن بين القصص المروعة، تروي سميرة، فتاة علوية تبلغ من العمر 23 عامًا، تجربتها المريرة بعد أن اختُطفت واغتُصبت جماعيًا، ثم بُيعت في زواج قسري. تحكي سميرة، التي استعانت بمترجم لإجراء الحوار معها عبر واتساب، كيف تم استدراجها أثناء زيارتها لحمص، وتعرضها للاختطاف من قبل مسلحين مقنعين، ثم احتجازها في منزل غير مكتمل، حيث تعرضت للاغتصاب التعسفي والترهيب المستمر.

تصف سميرة لحظات الرعب التي مرت بها، من محاولة مقاومتها، إلى عمليات الاغتصاب المتكررة، والتصريحات المهينة التي وُجهت إليها والعبارات الطائفية مثل "عاهرة سافرة" و"عاهرة نصيرية". كما تتذكر كيف أُجبرت على الصراخ أثناء عمليات التعذيب والاغتصاب، وأنقذها في النهاية أحد الرجال المسنين، الذي يُطلق عليه لقب "الأمير"، بعد أن دفع فدية مالية كبيرة، واستغل سلطته وثراءه لشراء حريتها.

تُظهر شهادتها أن هناك شبكات متصلة تمتد بين الجهاديين، ودوائر من المهربين والعصابات، التي تتاجر بالبشر وتأخذ النساء والفتيات كعبيد، وتُستخدم فيها أساليب قمعية وإذلالية. وتمتاز قصتها بمشاهد مؤلمة من الاغتصاب الجماعي والتعذيب، فضلاً عن حالات الإعدام الميداني، التي تم توثيق بعضها من قبل الناشطين.

وتؤكد التقارير أن العديد من النساء المفقودات، ومن ضمنهن قاصرات، لا زلن في قبضة تلك الشبكات، وأن عمليات الاختطاف لا تزال مستمرة، رغم محاولات التقليل من حجم الأزمة من قبل السلطات السورية. وتُشير دافعات حقوق النساء، مثل إنانة بركات، إلى أن المئات من العائلات العربية، لا سيما العلوية، تعيش في خوف دائم من فقدان بناتها وأزواجها، ومن احتمال تعرضهم للاستعباد أو القتل.

وتعيد تكرار المشهد من خلال قصص أخرى، حيث تختفي نساء وأمهات بعد مواعيد في المستشفيات أو أثناء انتظارهن لوسائل النقل، دون أن تتوفر عنها أى أخبار، ما يزيد من معاناة الأسر، ويوضح تصاعد العمليات الإجرامية على يد الجماعات المتطرفة والعصابات.

يُذكر أن تنظيم داعش، خلال فترة حكمه القصيرة، مارس استعباد النساء والفتيات الإيزيديات والمسيحيات علنًا، قبل أن يتهيأ المشهد الحالي، حيث تتكرر ممارسات الاستعباد، مع ظهور شبهات أن بعض الميليشيات الموالية للحكومة تتورط أيضًا في استغلال النساء والفتيات في عمليات جنسية، أو التفرقة بين مقاتليها وعناصرها.

وفي ظل الفوضى المستمرة، تتواصل عمليات الاختطاف، ويظل التحقيق الحكومي متلكئًا أو غير مبالٍ، بمبررات زائفة. فالجماعات المسلحة، سواء كانت موالية أو متطرفة، لا تهيب بآليات العدالة، وتبرز الحاجة لتدخل دولي فعال لحماية المدنيين، خاصة بعد أن أصبحت سوريا ساحة مفتوحة للجرائم المستمرة، مع غياب هياكل أمنية قادرة على حماية الضحايا، وبقاء الخوف عنوانًا لحياة العلويين في مناطق الصراع.

المصدر: The Spectator

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!