الوضع المظلم
السبت ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٥
Logo
  • مقابلة مع الدكتور محمد الحاج، عضو البرلمان الأردني السابق

  • الدكتور محمد الحاج: برنامج مريم رجوي يرسم مستقبل إيران الديمقراطي
مقابلة مع الدكتور محمد الحاج، عضو البرلمان الأردني السابق
محمد الحاج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الدكتور محمد الحاج، نتمنى لكم أوقاتًا مباركة مليئة بالخير والبركة. في إطار سلسلة حواراتنا مع نخب العالم العربي والشخصيات السياسية البارزة التي تمتلك رؤى واضحة حول قضايا الأمة العربية والإسلامية، يسعدنا اليوم استضافة الدكتور محمد الحاج، عضو البرلمان الأردني السابق.

تُعقد هذه الحوارات ضمن إطار "رسالة مواقف النخب حول قضايا الأمة"، يُعرف الدكتور محمد الحاج بالتزامه بالعدالة، ووعيه العميق بالتطورات الإقليمية، ومواقفه المتوازنة والحاسمة إزاء تحديات العالم العربي والإسلامي. في عالم تتوفر فيه المعلومات بسرعة للجميع، لم يعد الجهل مبررًا، لكن البعض لا يزال يستخدم أدوات الخداع والقمع لتعزيز مصالحه. لا تزال المؤسسات التي تزرع الفرقة والفتنة تلقي بظلالها على منطقتنا، مما يجعل الحاجة إلى التنوير أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ويظل على النخب والأحرار في المنطقة تحمل مسؤولية الريادة في هذه المعركة لنشر الوعي. في هذا الحوار، نستضيف الدكتور محمد الحاج لمناقشة آرائه حول قضايا المنطقة، دور النظام الإيراني، وتأثيره على العالم العربي والإسلامي.

الأسئلة والأجوبة
س1- الدكتور محمد الحاج، يسعى النظام الإيراني من خلال دعمه للجماعات الوكيلة مثل حزب الله والحشد الشعبي إلى الحفاظ على نفوذه في المنطقة. هل يمكن لهذه الاستراتيجية أن تؤدي إلى إعادة بناء سلطته؟ 

الجواب: النظام الإيراني منذ البداية يفتقر إلى الشرعية الحقيقية، وسلطته قائمة فقط على القمع الداخلي والتدخلات الخارجية. يحاول هذا النظام، من خلال دعمه المالي للجماعات الوكيلة مثل حزب الله والحشد الشعبي، الحفاظ على نفوذه، لكن هذه الجهود تواجه عقبات جدية. في لبنان، لم يعد حزب الله تلك القوة الموحدة الموثوقة كما كان في السابق، وهو يواجه تحديات داخلية وإقليمية. وفي العراق، يواجه الحشد الشعبي استياءً شعبيًا وتراجعًا في الولاء للنظام الإيراني. الظروف الراهنة في المنطقة، والضغوط الدولية، خاصة العقوبات والعزلة السياسية للنظام، تظهر أن إعادة بناء سلطته المفقودة أمر غير ممكن عمليًا.

س2- الدكتور، كيف تحللون تصرفات النظام الإيراني في المنطقة ونهجه في المفاوضات النووية مع الغرب؟ 
الجواب: النظام الإيراني في موقف ضعف غير مسبوق. يواجه هذا النظام داخليًا استياءً شعبيًا واسعًا، وأزمة اقتصادية، واحتجاجات مستمرة، وخارجيًا يعاني من قيود دبلوماسية واقتصادية. تصرفاته الإقليمية، مثل دعم الجماعات المسلحة في لبنان والعراق واليمن، لم تؤدِ إلا إلى زيادة التوتر ومعاناة شعوب المنطقة. في المفاوضات النووية، حاول النظام الإيراني الضغط على الغرب لكسب تنازلات، لكن هذه الاستراتيجية أعطت نتائج عكسية وأدت إلى تفعيل آليات عقابية دولية. تراجع دعم الدول الغربية لسياسة المهادنة وزيادة الضغوط الداخلية والخارجية تدفع النظام نحو الانهيار التدريجي. لم يعد هذا النظام قادرًا على تثبيت مكانته في المنطقة أو العالم عبر المناورات السياسية أو العسكرية.

س3- الدكتور محمد الحاج، أنتم على دراية وثيقة بمقاومة إيران ومنظمة مجاهدي خلق، وقد شاركتم في مؤتمراتهم السنوية. ما هي الاتهامات التي يوجهها النظام الإيراني لهذه المنظمة، وما رأيكم في هذه الاتهامات؟
 الجواب: منذ تأسيسه، اعتبر النظام الإيراني منظمة مجاهدي خلق أكبر تهديد لوجوده. يستخدم النظام الدعاية المكثفة لتوجيه اتهامات لا أساس لها مثل الإرهاب أو الخيانة لهذه المنظمة، لكن هذه الاتهامات ليست سوى غطاء لإخفاء جرائمه، بما في ذلك مذبحة 30 ألف سجين سياسي عام 1988. تمثل منظمة مجاهدي خلق تيارًا فكريًا راسخًا يقاوم الديكتاتورية بالتمسك بمثل الحرية والعدالة. لقد شهدنا عن قرب أنشطتهم في أشرف 3 وشاركنا في فعالياتهم. تظهر هذه المنظمة، بتنظيمها القوي والتزامها بالقيم الإنسانية، أنها قوة وطنية وشعبية. يحاول النظام الإيراني من خلال هذه الاتهامات إضعاف روح المقاومة لدى الشعب الإيراني، لكن التاريخ أثبت فشل هذه المحاولات وسيفشل. أما عن مؤتمراتهم السنوية، فالملفت هو مشاركة مئات الآلاف من الإيرانيين، حيث تنظم المنظمة هذه الفعاليات بدقة ونظام بحيث لا يُسجل أي توتر من بداية الجلسة إلى نهايتها. ووجود هذا العدد الهائل يدل على القاعدة الاجتماعية الواسعة للمنظمة داخل إيران.
س4- الدكتور، لقد التقيتم بنساء مجاهدي خلق في أشرف 3. ما هو دور هؤلاء النساء في تحقيق أهداف المقاومة الإيرانية؟ 
الجواب: نساء مجاهدي خلق في أشرف 3 نموذج فريد للشجاعة والصمود والقيادة. كانت زيارتي لهن تجربة مؤثرة للغاية. هؤلاء النساء لا يشاركن فقط في النضال ضد النظام الإيراني، بل يلعبن دورًا رئيسيًا كقائدات ومنظّمات في دفع أهداف المقاومة قدمًا. على الرغم من سنوات القمع والنفي والضغوط من النظام، فإنهن يمتلكن روحًا لا تُهزم، ويعملن من خلال أنشطتهن السياسية والتعليمية والاجتماعية كقوة دافعة للتغيير في إيران. وجود النساء في طليعة المقاومة يحمل رسالة عالمية تظهر أن النضال من أجل الحرية والمساواة، بغض النظر عن الجنس، يمتلك قوة لا مثيل لها. هؤلاء النساء نموذج للأجيال القادمة وجميع الأحرار في المنطقة.
س5- الدكتور، ما هو دور النساء في مظاهرة بروكسل، ولماذا يُوصف حضورهن بأنه مؤثر؟ 
الجواب:  لعبت النساء دورًا رياديًا وملهمًا في مظاهرة بروكسل. لم يكن حضورهن مقتصرًا على المشاركة، بل كنّ منظّمات وخطيبات ورموزًا للمقاومة. النساء المرتبطات بمنظمة مجاهدي خلق، بشعارات مثل "المرأة، المقاومة، الحرية" وعرض صور ضحايا النظام، نقلن رسالة نضال الشعب الإيراني إلى العالم. وجودهن إلى جانب شخصيات مثل مريم رجوي أظهر الدور المحوري للنساء في هذه الحركة. النساء الإيرانيات، بعزيمتهن وتنظيمهن، لسن فقط ضحايا قمع النظام، بل القوة الرئيسية للتغيير وإسقاطه. هذا الدور البارز، كما قال أحد أعضاء البرلمان البلجيكي، هو سر نجاح المقاومة الإيرانية، لأن النساء، بالتزامهن، يصغن مستقبلًا حرًا وعادلًا لإيران.


س6- الدكتور، ستقام مظاهرة نيويورك في 23 و24 سبتمبر 2025، فما هي الأهداف التي تسعى إليها هذه المظاهرة؟
الجواب: ستقام مظاهرة نيويورك في 23 و24 سبتمبر 2025، بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستكون تجمعًا كبيرًا للإيرانيين في الولايات المتحدة لإدانة حضور رئيس النظام الإيراني، مسعود بزشكيان. تهدف هذه المظاهرة إلى إدانة الإعدامات، والقمع، والمشروع النووي للنظام، ودعم الدولة للإرهاب، مع التأكيد على "الحل الثالث"، أي تغيير النظام من قبل الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة. سترسل هذه المظاهرة رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي والنظام الإيراني: لم يعد العالم يتسامح مع سياسة المهادنة مع النظام، ويدعم حق الشعب الإيراني في إسقاط هذا النظام.


س7- الدكتور، ما رأيكم في الخيار الثالث والبرنامج المكون من عشر نقاط الذي اقترحته السيدة مريم رجوي؟ هل يمكن لهذه المقترحات أن تؤدي إلى مستقبل أفضل لإيران؟ الجواب: الخيار الثالث والبرنامج المكون من عشر نقاط الذي اقترحته السيدة مريم رجوي يمثلان خريطة طريق شاملة وواقعية لمستقبل إيران. ترفض هذه المقترحات أي تدخل خارجي أو حرب، وتؤكد على التغيير من الداخل عبر حركة شعبية. يأخذ البرنامج المكون من عشر نقاط بعين الاعتبار احتياجات الشعب الإيراني الحقيقية من خلال تقديم إطار لحكومة ديمقراطية وعادلة وشاملة، ويوفر أملًا للمنطقة في مواجهة سياسات النظام الإيراني المدمرة. يركز هذا البرنامج على حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وسيادة القانون، ويمثل تطلعات الشعب الإيراني. نجاح هذه المقترحات يتطلب دعم المجتمع الدولي والتخلي عن سياسة المهادنة مع النظام الإيراني. يظهر هذا البرنامج نضج المقاومة الإيرانية السياسي، مقدمًا طريقًا سلميًا وشعبيًا للتغيير.
نشكركم، الدكتور محمد الحاج، على هذا الحوار القيم وحضوركم الكريم. إلى لقاء آخر إن شاء الله
 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!