-
واشنطن بوست: التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا: جهود لتقويض الاستقرار بعد سقوط الأسد
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحقيقًا استقصائيًا في 23 ديسمبر 2025، يكشف عن عمليات سرية تقوم بها إسرائيل في جنوب سوريا، وتحديدًا في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، تهدف إلى تقويض جهود توحيد البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
تحت جنح الظلام، بدأت المروحيات الإسرائيلية تتوجه إلى جنوب سوريا في 17 ديسمبر 2024، بعد تسعة أيام من الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، حيث قامت بإسقاط 500 بندقية وذخيرة وسترات واقية من الرصاص لتسليح ميليشيا درزية تعرف باسم "المجلس العسكري"، وفقًا لما أفاد به اثنان من المسؤولين الإسرائيليين السابقين المتورطين في هذا الجهد.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل تهدف من خلال دعمها للميليشيات الدرزية الحليفة إلى التأثير على الأوضاع في سوريا وإضعاف التماسك الوطني في البلاد.
بلغ تدفق الأسلحة إلى الميليشيات الذروة في أبريل، ثم تراجع في أغسطس، عندما بدأت إسرائيل في التفاوض مع الشرع، وظهرت شكوك حول مصداقية الأهداف الانفصالية للدروز السوريين.
وحسب المسؤولين الدروز، قدم الإسرائيليون دفعات مالية تتراوح بين 100 و200 دولار لنحو 3000 من مقاتلي الميليشيا.
بعد اللقاء الأول لترامب مع الشرع في مايو، توقفت إسرائيل عن تدفق الأسلحة إلى الدروز في أغسطس، حيث عُلقت المناقشات حول تحويل الدروز إلى ميليشيا تابعة لإسرائيل بسبب مخاوف من الاقتتال الداخلي بين قادتهم ومن خطر تورط إسرائيل في سوريا.
وأوضح أحد المسؤولين الإسرائيليين أن الدعم الذي تقدمه إسرائيل للدروز يتم بعناية، حيث لم يُقصد به إرسال قوات خاصة أو تنظيم فصائل تابعة.
وتم الإشارة إلى أن هناك إدراكًا متزايدًا داخل إسرائيل بعدم التفاف جميع الدروز حول الشيخ حكمت الهجري، الذي كان يدعو للانفصال عن دمشق بمساعدة إسرائيل.
استذكر أحد المسؤولين الإسرائيليين تنفيذ خطة لاختيار "عشرين رجلاً ذو خبرة عسكرية" للانضمام إلى "المجلس العسكري" المكون من دروز، تحت قيادة شوفي، والذي تم دعمه من قبل الشيخ هجري.
في سياق ذلك، حصل شوفي على دعم مالي لتجديد مركز القيادة وشراء المعدات العسكرية. كما زودت قوات سوريا الديمقراطية المجلس العسكري بمبالغ تصل إلى نصف مليون دولار.
قام هجري بإعداد خرائط لدولة درزية مقترحة تمتد حتى العراق، وعرضها على حكومة غربية بارزة في أوائل عام 2025.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قدمت أسلحة مستعملة حصلت عليها من حزب الله وحماس، بينما تلقت الميليشيات الدرزية أيضًا صواريخ مضادة للدبابات ومعدات استخبارات من الأكراد.
حذّر محللون إسرائيليون من أن دعم دولة درزية ذات حكم ذاتي يمثل تفويضًا مختلفًا تمامًا عن التعاون لتأمين الحدود، مشيرين إلى أن تجربة إسرائيل السابقة مع دعم ميليشيات في لبنان لم تكن ناجحة.
أضاف المستشار الإسرائيلي أن دعم دولة مستقلة سيتطلب من إسرائيل الدفاع عن سكان بعيدين عن حدودها، مشيرًا إلى أنه يجب على إسرائيل التركيز على مصالحها دون التفكير في إنشاء دولة دروزستان.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!

