الوضع المظلم
الإثنين ١١ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
  • وحدة الصف الكردي بين كونفرانس قامشلو ولقاء باريس: هل نضجت اللحظة التاريخية..؟

وحدة الصف الكردي بين كونفرانس قامشلو ولقاء باريس: هل نضجت اللحظة التاريخية..؟
ماهين شيخاني

المقدمة: من قامشلو إلى باريس… طريق محفوف بالرهانات

وسط عواصف سياسية إقليمية ودولية، خرجت تصريحات القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، لتعيد طرح سؤال ظلّ يتردّد في الأوساط الكوردية منذ عقد من الزمن: هل يمكن لوحدة الصف الكوردي أن تصبح واقعًا أم ستظل حبيسة البيانات والمؤتمرات..؟.


ففي الوقت الذي يواصل فيه الكورد مواجهة تهديدات وجودية من أنقرة ودمشق، ويعيشون حصارًا اقتصاديًا خانقًا، تطفو على السطح ملامح مشروع سياسي جديد يربط بين كونفرانس قامشلو واجتماع باريس المرتقب، في إطار محاولات تثبيت موقع الكورد في المعادلة السورية المستقبلية.
المحور الأول: كونفرانس قامشلو – إرادة أم واجهة..؟.
يشير السيد عبدي بوضوح إلى أن كونفرانس "وحدة الصف والموقف الكوردي" لا يمثل حزبًا أو تيارًا، بل "إرادة شعبية" تخص جميع المكونات الكوردية. إلا أن السؤال الأهم:

هل تحوّل هذا الكونفرانس إلى آلية تنفيذية قادرة على فرض قراراتها، أم بقي عند حدود الرمزية السياسية..؟.

حتى اللحظة، لم يلمس الشارع الكردي خطوات عملية لترجمة هذه الإرادة، لا سيما في ظل الانقسام بين المجلس الوطني الكردي (ENKS) وأحزاب الإدارة الذاتية. فالمشروع يواجه عقبتين جوهريتين:
التناحر الحزبي الداخلي المدعوم أحيانًا من قوى إقليمية.
غياب الضمانات الدولية الملزمة لتحويل مخرجات الكونفرانس إلى اتفاق سياسي ملزم.
المحور الثاني: باريس… بين واشنطن ودمشق وأنقرة.
تُظهر تصريحات السيد عبدي أن باريس ليست مجرد اجتماع تقني، بل منصة لمناقشة قضايا استراتيجية مثل:
إدماج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري ضمن صيغة دستورية.
ضمان الاعتراف بالإدارة الذاتية كشكل من أشكال الحكم المحلي اللامركزي.
ملفات السيادة: المعابر الحدودية، النفط، والحدود مع العراق وتركيا.
ما يلفت الانتباه هو حضور مبعوثي الولايات المتحدة وفرنسا إلى جانب وفد الحكومة السورية، ما يعكس تحولًا في التعاطي الدولي مع المسألة الكوردية:
اعتراف غير مباشر بشرعية الكورد كمكوّن سياسي فاعل في مستقبل سوريا.
محاولة الغرب هندسة تسوية تُرضي دمشق دون خسارة التحالف مع قسد في مكافحة داعش.
المحور الثالث: تركيا… الخطوط الحمراء والاتصالات الرمادية.
التصريح الأبرز والأكثر إثارة للجدل هو حديث السيد عبدي عن قنوات حوار مفتوحة مع تركيا، مقرونًا بالتأكيد على رغبة "حل المعضلة جذريًا وتجنب الحرب".
لكن هذا الانفتاح يطرح تساؤلات:
هل هي براغماتية سياسية لإبعاد شبح عملية عسكرية تركية جديدة..؟.
أم خطوة تمهيدية لمساومات على الأرض قد تشمل انسحابات أو إعادة تموضع..؟.
يبقى الثابت أن عودة المهجرين إلى عفرين وسري كانيه وتل أبيض مشروطة بإنهاء الاحتلال التركي، ما يجعل الحوار مع أنقرة معقدًا بين متطلبات بناء الثقة ورفض الأمر الواقع.

الخاتمة: هل تنضج اللحظة أم تتبخر..؟.
إن وحدة الصف الكوردي لم تعد رفاهية سياسية بل ضرورة وجودية، في ظل سباق إقليمي لإعادة رسم خرائط النفوذ في سوريا. لكن تحويل هذه الوحدة من شعار إلى واقع يحتاج إلى:
إرادة كوردية مستقلة عن الوصاية الإقليمية.
غطاء دولي يضمن تنفيذ الاتفاقات.
إشراك حقيقي للمجتمع المدني الكوردي بعيدًا عن المحاصصة الحزبية.
ويبقى السؤال:
هل سيكون لقاء باريس بداية مسار دستوري يكرّس الاعتراف بالكورد، أم فصلًا جديدًا من سياسة إدارة الوقت حتى إشعار آخر..؟.
ماهين شيخاني 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!