الوضع المظلم
الأربعاء ٢٠ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
  • المونيتور: الإعلام الحكومي السوري يستعد لإطلاق نشرات باللغة الكردية

المونيتور: الإعلام الحكومي السوري يستعد لإطلاق نشرات باللغة الكردية
المونيتور: الإعلام الحكومي السوري يستعد لإطلاق نشرات باللغة الكردية

تشهد الساحة السورية تطورات مهمة تتعلق بالإعلام والسياسة، حيث تستعد وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) المملوكة للدولة لإطلاق نشراتها باللغة الكردية هذا الأسبوع، في خطوة غير مسبوقة يُعدها المراقبون محاولة لتطوير العلاقات مع الأكراد وتحسين الأجواء السياسية على خلفية التفاوض المحتدم بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية.

ويأتي هذا الإعلان في سياق تاريخي حساس، إذ لطالما قُوبلت حقوق الأكراد في سوريا بالقمع على مدار العقود الماضية، مما يضاعف أهمية هذه الخطوة التي تعتبر سابقة في المشهد السياسي والإعلامي السوري.

وفي موازاة ذلك، تترقب الأوضاع في شمال سوريا، حيث تنتشر أكثر من 10 آلاف جندي تركي، وتفرض أنقرة سيطرتها على المنطقة، على الرغم من سعيها لتحقيق توازن من خلال التقارب مع السعودية. وبينما تسعى أنقرة لإظهار نهج أكثر اعتدالًا، تتناقض تصريحات مسؤولين أتراك مؤخراً والتي تحمل نبرات "حمائية" في إدلب، مع سياستها الحازمة والمتشددة.

وفي سياق آخر، يواصل الرئيس بشار الأسد اتخاذ استراتيجية محكمة، على خلفية التداعيات المستمرة في مناطق مثل السويداء والدروز، حيث تتصاعد المطالب بحق تقرير المصير، خاصة بعد إخفاق قواته في تهميش المطالب الكردية والسيطرة على الحقول النفطية الحيوية. فالأكراد، الذين يسيطرون على نحو ثلث البلاد، يرون أن موقفهم قد تعزز بعد الفشل في السويداء، مما يعزز وضعهم كلاعب رئيسي في المعادلة السورية.

ويشير الباحث في المجلس الأطلسي، إبراهيم الأصيل، إلى أن الأسد يتجنب في الوقت الراهن المواجهة المباشرة مع قسد، حيث يختار فتح جبهة واحدة في وقت واحد، مع التركيز حالياً على إدارة الأوضاع في إدلب والحفاظ على حضور مسؤول، في محاولة لإعادة التموضع واحتواء التدخل التركي، الذي يتزايد مع تصاعد التوتر والتصعيد العسكري.

أما على الصعيد الدولي، يرى مراقبون أن الأسد أصبح تحت ضغط دولي متزايد، خاصة بعد المجازر الأخيرة في السويداء، حيث أعلن دبلوماسي أوروبي أن "عصر التفاهم" مع دمشق قد انتهى، في حين يرى آخرون أن النظام لا يزال في موقع قوة، مستفيدًا من توافق المجتمع الدولي على بقاء قسد جزءًا من الحل السوري.

وفي حديثه عن قضية الأكراد، يوضح تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط أن دمشق تدرك أن ملف قسد يكتسب حساسيات دولية كبيرة، إلا أن الغالبية تتفق على ضرورة دمجها في الدولة، وهو ما يصب في مصلحة النظام، بالرغم من فشل المفاوضات أو شروط قسد الجديدة التي تعرقل التفاهمات، إذ أن الحل العسكري قد يوجه ضربة لنهج النظام الخارجي ويُعطّل تحركاته.

وفي الجبهة الكردية، لم تعلق الإدارة الذاتية على قرار سانا بالبث باللغة الكردية، لكن القيادي صالح مسلم وصف الخطوة بأنها رمزية، مؤكدًا أن وسائل الإعلام الكردية موجودة بالفعل، وأن النظام بات يستخدم اللغة الكردية للدعاية فقط.

ويختتم الكاتب والخبير في الشأن الكردي، فلاديمير فان فيلجنبرغ، بالقول إن إطلاق الإعلام الرسمي باللغة الكردية يبقى خطوة رمزيةً، مماثلة لما قامت به تركيا في 2009 من إطلاق قنوات كردية رسمية، رغم استمرارها في قمع الأكراد وحرمانهم من الحقوق الدستورية، وترسيخ الحواجز الثقافية والتمييز ضدهم، وسط استمرار السياسات التي تهدد وحدة البلاد، وتعمق التفرقة والتمييز ضد الأكراد في سوريا.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!