الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
ترامب يأمر بنشر تقرير سري عن التدخل الروسي
الرئيس الأمريكي ترامب

في خطوة مفاجئة أثارت انقسامًا داخل الدوائر الأمنية والاستخباراتية، أمر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بالكشف عن تقرير استخباراتي سري يتعلق بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة لعام 2016. وقد جاءت هذه الخطوة، بحسب واشنطن بوست، في محاولة لتفنيد الاتهامات التي طالت حملته الانتخابية بشأن تنسيق محتمل مع موسكو.

التقرير، الذي أعدته لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عام 2017، يتألف من 46 صفحة، وتمت المصادقة على نشره في 23 يوليو بأمر من مديرة الاستخبارات الوطنية آنذاك، تولسي غابارد، وبموافقة مباشرة من ترامب.
ورغم التحذيرات الشديدة من وكالة المخابرات المركزية (CIA) وأجهزة أمنية أخرى، التي أكدت أن الوثيقة تحتوي على معلومات شديدة الحساسية تتعلق بمصادر بشرية وطرق تجسس سرية، أصرّ ترامب على نشرها بدون أي تعديل.

مصادر استخباراتية وصفت التقرير بأنه "الأكثر حساسية" خلال فترة إدارة ترامب، إذ يتضمن إشارات صريحة إلى جواسيس قدموا معلومات حول خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدخل لصالح ترامب ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية قد خلصت عام 2017 إلى أن روسيا تدخلت في الانتخابات لصالح ترامب، وهو ما أكدته مراجعات مستقلة، منها تحقيق ثنائي أجرته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ. لكن إدارة ترامب طالما قللت من أهمية هذه النتائج، ووصفتها بأنها "خدعة منسقة من إدارة أوباما".

بالتزامن مع ذلك، فتحت وزارة العدل تحقيقًا جنائيًا بحق عدد من المسؤولين السابقين، وشكلت هيئة محلفين كبرى للاستماع إلى الأدلة. وقد أثار قرار ترامب بالكشف عن التقرير موجة قلق داخل المؤسسات الأمنية، حيث حذّر السيناتور الديمقراطي مارك وارنر من أن "النشر غير المسؤول" للوثيقة قد يعرّض مصادر الولايات المتحدة للخطر، ويقوّض الثقة بين واشنطن وحلفائها في المجال الاستخباراتي.

من جانبه، أكد لاري فايفر، المسؤول السابق في الـCIA والبيت الأبيض، أن "الوثيقة لم تُحرر بشكل كافٍ، ما يسهل الكشف عن مصادر وأساليب عمل الوكالة". ووفقًا لمسؤولين مطلعين، تم إعداد نسخ متعددة من التقرير بمستويات تحرير مختلفة، إلا أن غابارد استخدمت صلاحياتها لنشر النسخة التي تراها مناسبة، دون الحاجة إلى موافقة باقي الأجهزة الاستخباراتية.

ويأتي النشر بعد مطالبة سابقة من رئيس لجنة الاستخبارات الحالي، النائب الجمهوري ريك كروفورد، بإعادة التقرير من وكالة الاستخبارات إلى الكونغرس وجعله متاحًا للرأي العام. ويعتقد مراقبون أن هذه الخطوة، المدفوعة بإرادة ترامب، تهدف إلى إعادة صياغة السردية المتعلقة بالتدخل الروسي، والتي ظلّت لسنوات أداة بيد خصومه السياسيين.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!