الوضع المظلم
الأربعاء ١٢ / نوفمبر / ٢٠٢٥
Logo
صراع الانقسامات يعمق الأزمة في السودان
السودان

تشهد الساحة السياسية والعسكرية في السودان تصاعداً في أصوات المعارضة والمؤيدة لاستمرار الحرب، في ظل تباين واضح في مواقف القيادات العسكرية حول جداول التسوية السياسية. حيث أبدى وزير المالية في حكومة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، جبريل إبراهيم، موقفاً تصعيدياً، مؤكدًا أن الجيش يسعى لاستعادة السيطرة على مدينة الفاشر وكل المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، قائلًا إن "الجيش سوف يتحرك قريبًا نحو المدينة"، ونافيًا وجود أي هدنة أو مفاوضات حالياً. وأكد إبراهيم أن رد الصاع صاعين هو السبيل الوحيد حالياً، قبل الحديث عن هدنة.

هذه التصريحات تتناغم مع مواقف ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش، الذي أظهر رفضاً حاسماً لمبادرة "الرباعية الدولية" التي تضم الولايات المتحدة، مصر، الإمارات، والسعودية، لوقف إطلاق النار. وواجه العطا الانتقادات بتصريحات غير مسؤولة، حسب مراقبين، حيث خاطب الرباعية بطريقة اعتُبرت استفزازية، معبرًا عن إصراره على الحسم العسكري، في سعي واضح إلى تثبيت نفوذه الميداني والسياسي في البلاد.

ويعكس هذا التصعيد المستمر بين قيادات الجيش، وجود انقسامات عميقة تغذيها مصالح مختلفة، وتبرز أوجه الصراع على السلطة داخل المؤسسات العسكرية، حيث يوجد فريق يصر على استمرار الحرب، رغم أن مجلس الأمن والدفاع أعلن ترحيبه بمبادرات لوقف النزاع وإنهاء معاناة الشعب السوداني.

ويؤدي هذا الخلاف إلى تهديد فشل جهود الوساطة الدبلوماسية، خصوصًا تلك التي تقدمها الرباعية الدولية، لإرساء هدنة إنسانية، في وقت يعاني فيه المدنيون من ويلات النزاع. ويُعد موقف العطا والجهات التي تتشدد معه، بالإضافة إلى تحالف تنظيم الإخوان وقوى أخرى، التي ترى أن استمرار النزاع يضمن بقاءها، من العقبات الأساسية أمام وقف إطلاق النار.

وفي ضوء هذا الانقسام، يبرز صراع خفي داخل المؤسسة العسكرية، يعكس حجم الخلافات بين قيادات متباينة الأهداف، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي، مهدداً بتعطيل أي جهود لتحقيق السلام، ويحافظ على حالة الانقسام التي تشتت فرص الحل في البلاد.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!