الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٥ / نوفمبر / ٢٠٢٥
Logo
  • من النفاق السياسي إلى الوقاحة السياسية

  • لماذا لم يعد الساسة يخجلون ؟؟؟ 
من النفاق السياسي إلى الوقاحة السياسية
باسل بهجت ليلا

هل تلاحظون كيف اختفى " الخجل" من القاموس السياسي الحديث ؟
​لقد انتقلنا رسميا من مرحلة " النفاق السياسي " ( حيث يتظاهر السياسي بالاحترام خوفااا من المحاسبة) إلى مرحلة " الوقاحة السياسية  " ( حيث يتباهى بكسر القواعد) هذا ليس مجرد تغيير في الأسلوب بل هو انعكاس عميق لتحولات جذرية في مجتمعاتنا
​وكما وصفها المفكر نعوم تشومسكي في حديثه عن تآكل الخطاب العام إن الطريقة التي يتواصل بها الناس اليوم هي مجرد صراخ ومواجهة لا حوار حقيقي هذه الوقاحة ليست صدفة بل نتيجة مباشرة لعصرنا الرقمي
​ الخوارزميات تكافئ المتطرفييين الأدب لا يجلب " لايكات. " الوقاحة والصراخ يضمنان الانتشار الفيروسي وتصدر التريندالعالمي والمحلي هذا ما يسميه البعض اقتصاد الانتباه حيث المحتوى الأكثر إثارة للجدل هو الأكثر ربحا او انتشارااااااااا
​ لم يعد هناك وسيط ( موت حراس البوابة ) السوشيال ميديا أعطت الميكروفون للأكثر وقاحة ليخاطب الجماهير مباشرة دون فلتر الإعلام التقليدي. هذا يذكرنا بتحليلات مارشال ماكلوهان حول "القرية الكونية" لكن بنسخة حيث الجميع يصرخ في وجه الجميع
​ الاستقطاب القبلي وعصر ما بعد الحقيقة الجماهير اليوم لا تبحث عن الحقيقة بل تبحث عن مقاتل يهاجم خصومهم بضراوة بفجوووور وقاحته تعتبر في نظرهم قوة كما أشار احد الكتاب وللامانة لا اتذكر اسمه أصبحت " السرديات " أقوى من الحقائق والسياسي الوقح يتقن صناعة السردية التي تثير قاعدته الشعبية.
​لقد اكتشف الساسة الجدد مثل ترامب وغيره أن ارتداء قناع الفضيلة لم يعد مجديا وأن " الوقاحة " هي أقصر طريق للشهرة والسلطة في زمن تشتت الانتباه 
​سؤالي الان هل نحن في زمن
 "صراحة مؤلمة " أم "انحدار أخلاقي "  ؟؟؟

                                     
الكاتب باسل بهجت ليلا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!