الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
  • إعادة هيكلة وزارة الدفاع السورية: الحرس الجمهوري بقيادة أردني

إعادة هيكلة وزارة الدفاع السورية: الحرس الجمهوري بقيادة أردني
إعادة هيكلة وزارة الدفاع السورية: الحرس الجمهوري بقيادة أردني

أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية عن الانتهاء من وضع المخطط العام لهياكلها التنظيمية، إلى جانب استكمال تعيينات عليا شملت قيادة الأركان وتشكيل ست فرق عسكرية جديدة، فضلًا عن تأسيس قوة جوية مستقلة ووحدة تحت مسمى الحرس الجمهوري.

لكن هذه التعيينات، بحسب مراقبين، كشفت عن توجه واضح لتثبيت المحسوبين على القيادة الجديدة وهيئة تحرير الشام (HTS)، حيث مُنحت المناصب القيادية لموالين أثبتوا ولاءهم لأحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، ما أثار مخاوف من استمرار منهج "اللون الواحد" وتغليب الولاء على الكفاءة.

تعيينات حساسة لقيادات أجنبية

وفي خطوة لافتة، أسندت مناصب حساسة إلى شخصيات أجنبية، كان أبرزها العميد عبد الرحمن الخطيب (أردني الجنسية، المعروف بـ"أبو حسين الأردني")، قائدًا للحرس الجمهوري، والعميد عمر محمد جفتشي (تركي الجنسية، الملقب بـ"مختار التركي")، قائدًا لفرقة دمشق العسكرية.

كلاهما يُعرف بعلاقاته الوثيقة مع الجولاني، إذ لعب الخطيب دورًا محوريًا في التخطيط العسكري لـ"هيئة تحرير الشام"، بينما ارتبط اسم جفتشي بعلاقاته المفترضة بالاستخبارات التركية، ما يعكس اتجاهاً لتأمين العاصمة ومنظومة الحكم من خلال شخصيات غير قابلة للتوسع في الطموحات الشخصية.

حضور بارز لقيادات مثيرة للجدل

كما شملت التعيينات المثيرة للجدل تعيين محمد الجاسم (أبو عمشة)، أحد أبرز قادة "الجيش الوطني السوري" والمصنف أميركيًا ضمن قائمة منتهكي حقوق الإنسان، على رأس فرقة حماة العسكرية (الفرقة 25). ويعد الجاسم حليفًا قديمًا للجولاني، ما يعزز فرضية التفاهمات بين "هيئة تحرير الشام" و"الجيش الوطني".

كذلك عُيّن العميد هيثم العلي (أبو مسلم آفس) قائدًا لفرقة حمص، وهو أحد قيادات "تحرير الشام" الذين عادوا إلى صفوفها بعد اعتقالهم بتهم التجسس، قبل أن يُعاد تمكينهم بأمر مباشر من الشرع.

انتشار ميداني محسوب

شملت التعيينات الميدانية أيضًا:

رائد عرب: قائدًا لفرقة الدبابات وفرقة البادية في تدمر، لضبط خطوط الإمداد وملاحقة خلايا داعش.

محمد غريب (أبو أسيد حوران): قائدًا لفرقة إدلب، المنتشرة شرق المحافظة لحماية الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية.

بنيان الحريري: قائدًا لفرقة درعا، وهي منطقة حساسة بعد امتناع "اللواء الثامن" بقيادة أحمد العودة عن الانضمام للمنظومة الجديدة.

القيادة المركزية: وجوه من الماضي بمهام جديدة

رهف أبو قصرة: وزيرًا للدفاع.

علي النعسان (أبو يوسف الحمصي): رئيسًا للأركان العامة.

عناد درويش (أبو المنذر): رئيس شعبة التنظيم والإدارة، وهو من أبرز المنشقين عن "أحرار الشام" الذين دعمتهم "تحرير الشام" في تمرد 2020.

محمد منصور (من "جيش النصر"): رئيسًا لشعبة شؤون الضباط.

عبده سرحان (أبو القاسم بيت جن): قائدًا عامًا للقوات الجوية.

دلالات استراتيجية مثيرة للجدل

تكشف هذه التعيينات عن استمرار تغليب الولاء الإيديولوجي والتنظيمي على الكفاءة والخبرة، مع منح المناصب المحورية لأسماء قريبة من تركيا وقطر، وإبراز شخصيات ذات خلفيات أصولية أو تاريخ ارتباط مباشر بـ"هيئة تحرير الشام".

ويخشى مراقبون أن تؤسس هذه البنية العسكرية الجديدة لـنموذج سلطوي يعيد إنتاج تجربة النظام السابق بأساليب مختلفة، وأن تؤدي الهيمنة الأحادية على المؤسسة العسكرية إلى إقصاء باقي المكونات السياسية والعسكرية في سوريا، ما يضعف فرص بناء جيش وطني جامع قادر على تمثيل التنوع السوري.

المصدر: النهار 

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!