الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
حين يدق العالم الافتراضي طبول الحرب 
السويداء

حين دقت طبول الحرب في محافظة السويداء بدأت الحروب الإعلامية كصفارات الإنذارات، حملات تضليل، وفيديوهات مفبركة لجيوش إلكترونية تابعة لسلطات محلية واخرى مدعومة من تركيا وقطر وغيرها، تخلق أحداثاً تجعل من الجلاد ضحية وبالعكس، ومن القاتل حاملاً حمامة سلام.

بدأ هجوم البدو إثر انسحاب الأمن العام التابع للحكومة السورية وعجزهم دخول القرى في السويداء ومقاومة فصائل من السويداء، وارتكبوا جرائم فظيعة بحق المدنيين في قرية الدور في محافظة، بعد أن نشرت فيديوهات طائفية تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي منها تدعي بشق صدر شاب من البدو وانتزاع احشائه على يد فصائل من السويداء وهو فيديد قديم لعام ٢٠٢٠ نشرت على مدونة مكسيكية، وفيديوهات اخرى رمي الأطفال من سطح أحد الأبنية وغيرها من الفيديوهات والصور المضللة أججت نار القصف المتبادل بين الدروز والبدو وتدخل العشائر البدوية بأعداد كبيرة من محافظات اخرى كالدير من محاور درعا وطريق دمشق مارة عبر حواجز حكومة الشرع وتنكر قوات الأمن بزي العشائر لترتكب إعدامات ميدانية في الدور وتنكيل بالجثث وحرق المنازل.
 

يتحدث المواطن مازن احمد عن ألم انتشال الجثث من الشوارع بعدد يفوق الخمسين مدني في قريته الدور بتاريخ ١٤/٧/٢٠٢٥، وعن عمته (٨٥ عام) التي اعدمت داخل منزلها وعمه واثنين من اولاده (ما توقعت بيوم من الأيام إنو شيل جثث قرايبي، إنو شيل جثث بحارتنا مش مبينة ملامحهم يمكن تكون لجاري او صديقي، كل هاد والمجرمين ينشرو فيديوهات تحريضية إنو نحن نقتلهم)

انتشرت فيديوهات على نطاق واسع أن البدو انتصروا على قوات الدروز واقتحموا مدينة السويداء وقراها مثل سميع و دور ودويري ومزرعة وطيري ومزرعة وغيرها، وفي الحقيقة أهالي القرى فروا من القصف المدفعي العنيف لقوات الأمن العام، فأدعت في الفيديوهات أنهم حرروا القرى من جماعات خارجة عن القانون، لكنهم قتلوا المدنيين الذين ظلوا في منازلهم، ونهبو البيوت الخالية وحرقوها وأعدموا كل من صادفوه، اردف بحزن مازن كلامه (الحقيقة ما تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام تابع للدولة يخفي الواقع، ما يصوروا الجثث المرمية في الشوارع والتنكيل فيها إلا القيل، ما يصوروا تعفيش بيوتنا كلها خاصة الموبايلات يلي فيها صورنا الخاصة، وحرق بيوتنا وذكرياتنا، ذكرى.. ذكرى)

كما الدخان تنشتر الصور ومقاطع الفيديوهات، لتظلل الحقيقة وتظهر الزيف، كالتحريض لنجدة البدو، فظهرت شخصيات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل التيكتوكر (أبو طلق) وله عدة ملايين متابع ظهوره، يشهر سلاحه وسط مسلحين يحرض للهجوم على الدروز، وعضو في السلم الأهلي راغب الصيفي يحشد المقاتلين لنقلهم للسويداء وهو يحمل السلاح، وعشرات الشخصيات عملت لسنوات طويلة في مجالات تماسك المجتمع ونبذ الطائفية، استخدامت عبارات طائفية تدعو إلى إقصاء كل من لا ينتمي إلى الطائفة السنية على الرغم أن سوريا تنبض بالتنوع الديني والثقافي والقومي والتعايش السلمي. 
ومقطع مضلل أن مقاتل من عشائر البدو يشهر سكينه يهدد الدروز بالقتل، وحقيقة الادعاء أن فيديو نشر عام٢٠١٥ لمقاتل ليبي في سوريا يدعى أبو حفص كما أكدته منصة (تأكد) المختصة بالكشف عن الأخبار والمقاطع المضللة، والقوات، دون ان توضيح من أي وسيلة إعلامية عن واقع التضليل أو حتى العلاقات الدرزية البدوية التي تجمعها منذ مئات السنوات خاصة في مجالات خبرة البدو في الزراعة والتجارة بينهما.
يتحدث مازن بحرقة عن الدمار الذي حل بهم بين ليلة وضحاها، واستيائه من جرائم البدو والأمن العام قائلاً ( بتذكر أتفاقي مع صديق طفولتي حازم بالصف الإبتدائي البدوي، إنو أكتب وظائفه وهو بالمقابل كان يهديني نوع من الخضرة من اراضيهم لأنه كان يشتغل مع والده بالأرض، كل يوم كنت ارجع علبيت ومعي مثلاً بطيخة، هلا عم افتح الفيس بوك عم شوف التحرض ضدنا، بس أنا عم أرجع لطفولتي مع حازم).

الكاتبة: شيرو محمد


  

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!